الرئيسية من الصحافة رئيس الحركة الدكتور عبد الرزاق مقري في حوار لجريدة الخبر

رئيس الحركة الدكتور عبد الرزاق مقري في حوار لجريدة الخبر

كتبه كتب في 5 أغسطس 2015 - 6:19 م
مشاركة

نقلا عن موقع جريدة الخبر :

يتحدث عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، عن واقع المعارضة وخلافاتها وأسباب الحواجز التي بينها وبين الشعب. ويكشف في هذا الحوار عن رأيه في التعيينات الأخيرة في المؤسسة العسكرية ومفهوم الدولة المدنية التي تريدها المعارضة.

التقيتم أمس، في إطار التنسيقية، مع عبد الله جاب الله. هل سويتم الخلاف الذي كان موجودا؟
نحن شرحنا جيدا موضوع لقائنا مع أحمد أويحيى، وأكدنا للجميع بأنه حوار وليس تفاوضا، وشددنا على أنه لا يحق لأي أحد أن يتفاوض باسم التنسيقية. وعدا ذلك فلكل حزب استقلاليته وحريته ورأيه في مسائل الحوار.
تحدث بيان التنسيقية عن مشروع عمل. ما هو محتواه؟
البرنامج لم تتم صياغته بعد. لكني أتصور أنه لم يخرج عما ألفناه من تجمعات ومهرجانات ووقفات وخروج للشارع بالطرق السلمية والاستمرار في الندوات الموضوعاتية، وقول الحقيقة حتى يتحمل الشعب مسؤوليته ويتدرب على كيفية حماية حقوقه بالطرق السلمية.
هل ستلتقون مع شخصيات أخرى في السلطة ؟
الأكيد أننا حينما نقرر اللقاء سنستفيد من التجربة الماضية، ويمكن أن نخبر زملاءنا في التنسيقية من باب اللياقة والاحترام الذي لا بد أن نحافظ عليه. وفي العموم هذه المشاورات ليست مسألة جوهرية على الإطلاق، والجوهري هو ما نقوم به في برنامج الحركة والتنسيقية.
هل ستلتقون عبد المالك سلال وألا تخشون من تكرار الضجة في حال لقائه؟
وقع اتصال من قبل لكننا لم نبرمج موعدا. وإذا قررنا لقاءه سنقدر الموقف وندرسه، وإذا رأينا فيه فائدة للحركة سنخبر زملاءنا في التنسيقية. نعتقد أن الحزب السياسي الذي يخاف من النقد والاتهام أو الوقوع في المطبات يكون محكوما عليه بالموت، وهذا لا ينطبق علينا.
لكن هذه المشاورات لم تجلب لكم إلا وجع الرأس؟
أصدقك أنني شعرت بالسعادة لحظة خروجي من عند أويحيى.. شعرت أنني أديت الأمانة وبلغت ونصحت وعبرت عن وجهة نظري بطريقة رسمية في مقر الرئاسة. في السابق كنا نتحدث عبر وسائل الإعلام.. ولا ندري ما يصلهم مما نقول وكيف يصلهم، وهذه المرة بلغنا رأينا كاملا غير منقوص ونبهنا إلى المخاطر والفساد والفشل الاقتصادي، وعرضنا رؤانا للحل، فخرجت شاعرا بالراحة.
لقاؤكم مع أويحيى ألم يضر بصورتكم؟
من يثق فينا يفهم مقصدنا، ومن لا يثق فينا سواء شرحنا له أو لم نفعل فالمسألة سيان.
لكن أليس المفروض أن تستهدفوا هؤلاء الذين لا يثقون فيكم لإقناعهم ؟
بناء على دراسة قمنا بها، وجدنا أن من ينجح من الأحزاب يجب أن يكون معارضا واضحا وقويا ومعتدلا، لأن الشعب لا يريد إصلاحا عنيفا يؤدي إلى الانزلاقات، وهذه هي الفئة التي نستهدفها. أما الجمهور المنبطح الانتهازي والمتطرف المتشدد، فهؤلاء بعيدون عنا. شخصيا ما زالت تعرض علي الإغراءات إلى الآن، ولو كنا نريد المساومة لفعلنا منذ زمن، ولكننا مستمسكون بأفكارنا ومبادئنا.
على ذكر عدم الثقة بين الشعب والمعارضة.. جاب الله يقول إن السبب في مشاركة المعارضة السابقة مع النظام؟
إذا كان يتكلم عن شخصه فأنا أيضا لم أشارك في الحكومة.
لماذا هذا الحاجز الذي بين التنسيقية وبين الشعب إذن؟
في ندوة مازافران.. قلت إن من يتصور التغيير الجذري والسريع من خلال اجتماع المعارضة فقط فهو مخطئ، لأن موازين القوى ليست متكافئة، ومشكلتنا في الجزائر أن الحزب المعارض ينافس مؤسسات الدولة المسخرة كلها لمن يحكم، مثل البوليس والإدارة والمال والإعلام. فهل يعقل أن مجموعة أحزاب تواجه كل ذلك؟ لذلك نعتقد أن الذي يستطيع التغيير هو الشعب، ودورنا أن نقوم بتوعيته ونقول له الحقيقة ونكلمه بهمومه ومشاغله ونبسط له الأزمة التي قد لا يراها.
ربما بوتفليقة لازال يتمتع بشعبية ووجوده يعيق وصولكم إلى الشعب؟
علميا لا يمكن أن تكون له شعبية، بعد أن فشل في التنمية وتحقيق وعوده وفقده القدرة على الخطابة التي كان عليها.
لكن نقصان شعبيته لم يصب في صالحكم؟
لا توجد مؤسسات سبر أراء يمكن أن تقيس الرأي العام كما لا توجد انتخابات حرة ونزيهة. وإذا كان المعيار هو ملء القاعات فنحن أينما ذهبنا نلقى إقبالا كبيرا.
منذ 62 لا يوجد سبر آراء. لكن في التسعينات كان آيت أحمد أو محفوظ نحناح أو مهري مثلا عندما يتكلمون يتفاعل معهم الشعب؟
لا توجد حرية اليوم. عندما أنظم وقفة دون رخصة، فالذي يستطيع الحضور هو المناضل فقط. انظر مثلا عندما خرج تسريب أن مسيرة نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام مرخصة كيف هرع الناس من كل الولايات.
لا يمكن الاعتداد بمسيرة نصرة الرسول للقول إن الشعب لبى نداء المعارضة؟
فعلا. في قضايا فلسطين، نصرة الرسول وغيرها من قضايا الهوية، ثمة إجماع عند الجزائريين يتجاوز الأحزاب السياسية، وهذا أمر عظيم وهو من إنجازات الحركة الإسلامية. ففي وقت مضى كان الإقناع بالخروج في قضايا الهوية أمام سيطرة التيار العلماني الشيوعي صعبا للغاية.
ولكن الجزائريين منذ زمن متضامنون مع هذه القضايا. نتذكر هبة بومدين في 73 وقصة فلسطين ظالمة أو مظلومة؟
كان ذلك الموقف الرسمي. أما الشارع الجزائري فلم يكن فيه حركية حقيقية. وحتى في الدولة كان مسؤولون كبار يشتبكون بالأيدي عندما تناقش قضايا الهوية والتعريب، فالصراع وقتها كان كبيرا.
كيف تنظرون إلى التعيينات الأخيرة في المؤسسة العسكرية؟
لا يخفى على أحد أن هناك صراعا في أعلى هرم السلطة، وعلى هذا الأساس تبرز العديد من التصورات، ومع نزع عديد الصلاحيات من المؤسسة الأمنية، يتوقع البعض أن تتم تنحية الجنرال توفيق، لكن هل سيقع هذا أم لا، الله أعلم.. قد يقع بالتوافق أو بشكل دراماتيكي وقد لا يقع أصلا.
هل ثمة في اعتقادكم خلاف بين قيادة الأركان والمخابرات؟
هذا ما يشاع.. وإذا كان صحيحا فإنه يشكل خطرا كبيرا على تماسك المؤسسة العسكرية، وكاهل الخطر الأكبر سيكون على البلاد، فكلما ضعفت المؤسسات أصبحت سيادة البلاد محل ضعف.. ثم هناك خطر انفلات الوضع في البلاد. ودواء كل ذلك هو الديمقراطية.
رجال الرئيس يقولون إنها قرارات تصب في مجرى الدولة المدنية؟
الدولة المدنية تعني أن من يحكم يجب أن يصل بالصندوق، وليس بأجهزة الدولة، وعندما يكون في الحكم لا يستعين بمؤسسات الدولة. ما هو الفرق أن يتحول المركز من الدياراس إلى جهة أخرى تكون في صالح من يحكم. ما هو الفرق أن أكون متسلطا عن طريق الدياراس أو قيادة الأركان أو أي جهة أمنية أخرى. إن الدولة المدنية تعني أن الذي يحكم يكون حكمه بالمدنيين ولا يصل إلا بالمدنيين ولا يستعين بالمؤسسات الأمنية والعسكرية في منافسة الخصوم السياسيين.
ما رأيكم في مشروع الوحدة بين الإسلاميين الذي طرحه جاب الله؟
أتعجب لما يتحدث الناس عن التعددية بين الأحزاب الإسلامية ولا يتحدثون عن التعددية بين الأحزاب الوطنية. الأفالان وحده خرج من رحمه 20 حزبا. نحن ننزعج من الحديث عن موضوع الوحدة مع الإعلام، ونعتقد أنه يعالج داخليا. أما مبادرة جاب الله فلم نسمع بها إلا في الإعلام.
هل بينكم وبين جاب الله حساسية؟
ليس لي أي مشكل مع الشيخ جاب الله، وإذا كانت منافسة فعلى الخير وصالح البلاد وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
ما هو الحل لإنقاذ الاقتصاد في ظل انهيار أسعار البترول ؟
هذا الذي يقع تحدثنا عنه منذ سنتين وبإسهاب. وقد كنت الوحيد تقريبا مع أحمد بن بيتور ممن تحدث عن الوصول إلى هذه الحالة بشكل واضح. نحن نعتقد أنه لا توجد أي قوة بإمكانها إنقاذ الوضع، لذلك دعونا النظام السياسي للعمل معا لتحقيق الانتقال الديمقراطي وبلورة رؤية اقتصادية ومحاربة الفساد ونستعمل ما بقي من المال لتحقيق الإقلاع الاقتصادي. إذا قبل النظام هذه الفرصة فهي لا تزال موجودة لأن الجميع في هذه الحالة سيواجه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ولن تجد حزبا يزايد على الآخر.
تتحاورون مع النظام وتقولون إن إنقاذه خيانة. كيف يستقيم ذلك؟
لم أقصد بذلك التحاور مع النظام، لأنك في هذه الحالة ستقول له الحقيقة، لكن ما قصدته هو البيع والشراء معه، وهذا ما يعطيه صورة أنه قوي وهو ليس كذلك… أنا أؤكد أن إنقاذ النظام وحده في حالته هذه هو خيانة للبلد وتغليب المصلحة الحزبية على الوطنية. أما إنقاذ البلد والدولة، وبالتالي إنقاذ كل من في الجزائر، فهذا رغم كل شيء يجوز.
هل لازال الخلاف قائما مع أبو جرة سلطاني ولماذا توجه التوصيات ضده ؟
ليست لي مشكلة شخصية مع أبو جرة سلطاني، ولست أنا من دعاه للانضباط، ولكن المكتب الوطني ومجلس الشورى انتهى إلى رؤية سياسية وتوصيات ملزمة صودق عليها بالإجماع… ورغم أن هذه التوصيات دعمتني، لكن هذا لا يعني التعسف في استعمال الحق، وكل القرارات ستكون خاضعة لتقدير مؤسسات المكتب ومجلس الشورى.

المصدر : موقع جريدة الخبر 

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً