شياطين “التّطبيع” التي لا تنام؟؟.
مرّة أخرى يستفزّنا “الطّابور الخفيّ والمتصهين” في الجزائر عبر محاولات “كسر المقاطعة الشاملة” للعدو الصهيوني بمشاركة: 05 أفلام جزائرية في مهرجان “لوكارنو” السويسري، الذي سيمتدّ إلى غاية: 15 أوث 2015م، والذي وقّع عقد “شراكةٍ” مع وزارة الخارجية الصهيونية، وقطعت “مديرة المهرجان” الدّعم عن الأعمال الفلسطينية، مما جعل المشاركة فيه نوعًا من”الاعتراف الضّمني” بدولة الكيان الصهيوني، عندما يُرفع علمُها فوق رؤوس المشاركين، وهو ما يلوّث المشاركة العربية التي ظاهرها “الفن” وباطنها “التطبيع”، والذي امتدّ إلى المشاركة “المشبوهة” للجزائر، في تلطيخٍ واضحٍ لبقايا السّينما الجزائرية، وهي سقْطةٌ مدوّية لا تُغتفر، وخطيئةٌ تطبيعية لن تمرّ عبر هذه المحاولات البائسة لكسر مناعة الجزائريين ضدّ المدّ الصهيوني وسياسة “التايهوديت” في بلادنا.
إنّنا نسجّل هذا الانبطاح الجزائري وهذا الامتداد الماسوني والاختراق الصهيوني للمواقف التاريخية المشرّفة للجزائر، وإلا فأين هي “وزارة الثقافة” التي تدعّم هؤلاء المخرجين عبر “صندوق دعم صناعة وتقنيات السّينما (فداتيك)” وبأموال الشّعب الجزائري؟؟
والكلّ يتذكّر المحاولة “الفاشلة” (تحت الضّغط) لمشاركة فيلم “الوهراني” في مهرجان “أشدود بالكيان الصهيوني” لمخرجه “إلياس سالم” عبر “الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي” الذي تحوم حوله “شبهاتُ الفساد المالي والإداري”، وبالتعاون مع المنتجة الفرنسية “إيزابيل مادلين” التي تقف وراء تلك المحاولة المشؤومة، مما يفضح الدّور الفرنسي لمحاولات التطبيع الثقافي للجزائر مع “العدو السّرطاني”، وهو الفيلم الذي يصوّر المجاهدين كـ: “ماجنين ومنحلّين أخلاقيا” خلال الثورة التحريرية المباركة، وهو ما شجّع المهرجان الصهيوني إلى محاولة اجتذابه وعرضه.
وهذا ما يدفعنا للحديث عن “حنين اليهود” إلى الجزائر، وفاعلية تحرّك “الطابور الخفي والمتصهين”، وخاصة بعد المجيء بـ:”بوتفليقة” إلى سدّة الحكم سنة: 1999م، ونحن لا ننسى الحقائق التاريخية التي تؤكد أن “يهود الجزائر” قدِموا فرارا من “جهنم” المسيحية المتطرفة في الأندلس بعد سقوط غرناطة سنة: 1492م، إلى جنة الحضارة الإسلامية خوفا من جحيم محاكم التفتيش في إسبانيا، ولصفة “الخيانة” المتأصلة فيهم كما رسّخها القرآن الكريم عنهم – وإلى يوم الدّين- كما قال تعالى: “أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ “(البقرة:100)، فإنهم تنكّروا للجميل وتعاونوا مع فرنسا لاحتلالها للجزائر سنة: 1830م إلى حدّ التماهي فيها، وكمكافأةٍ لهم فقد أصدر “كريميو” وزير العدل الفرنسي اليهودي مرسوما يوم: 24 سبتمبر 1870م، لمنح الجنسية الفرنسية الجماعية لليهود في الجزائر، وكانت بدايةُ النّهاية لجزائريتهم هنا، إضافة إلى خيانتهم للثورة التحريرية وعمالتهم المباشرة لفرنسا (خاصة عبر المنظمة السرّية الخاصة)، وخروجهم الجماعي معها بعد الاستقلال مباشرة سنة: 1962م، وهم يزعمون أنّ عددهم في ذلك الوقت كان حوالي: 120 ألف يهودي، ويعترفون في كتابٍ صادرٍ عن الحكومة الصهيونية عام: 1997م بعنوان “الانتشار اليهودي في العالم”، وقد ترجمه “مركز الإسراء للدراسات والبحوث” بلبنان أنّ عددهم في الجزائر نهاية التسعينات حوالي: 50 يهوديًّا فقط، إضافة إلى “وجودهم غير المرئي” خوفا من خطيئتهم وخيانتهم التاريخية.
وحتى لا نظلم “الزّمن البوتفليقي” و”إنجازات فخامته”، نقف مع “كرونولوجيا” مسلسل التطبيع الخفيّ وسياسة “التايهوديت” في الجزائر.
1/ بالرّغم من رَدّة الفعل السياسية العنيفة ضدّ الترخيص لنوادي “الليونيز” و”الرّوتاري” المعروفة بعلاقاتها مع ما يسمّى “إسرائيل” و”الماسونية العالمية”، إلا أنّها عقدت أوّل مؤتمر علنيٍّ رسميٍّ لها بفندق “الأوراسي” سنة: 1999م بعد “المجيء” بـ: “بوتفليقة” مباشرة، وقد تحصّل “الروتاري” على الترخيص بالنشاط في الجزائر العاصمة في نهاية جانفي: 2013م وعقد حفله الماسوني بفندق الأوراسي بتاريخ: 23 فيفري 2014م.
2/ الكلّ يتذكّر “المصافحة التاريخية الحارّة” بين “بوتفليقة” و”إيهود باراك” رئيس الوزراء الصهيوني المجرم، على هامش جنازة “الملك الحسن الثاني” يوم: 25 جويلية 1999م، والتي دامت: 10 دقائق، وهي تكذّب “العفوية” فيها، ونُقل عنه قوله له: ” لم تكن لنا أبدا مشكلة مع إسرائيل، وفي اليوم الذي سيُحلّ فيه الصراع مع الفلسطينيين سنكون سعداء بإقامة العلاقات الديبلوماسية معكم..”، كما لا ننسى زيارته إلى أمريكا في بداية عهدته ولقائه بالجماعات اليهودية، ومأدبة العشاء على “شرف رجال أعمال” يهود، ودعوتهم إلى الاستثمار في الجزائر، وبتغطيةٍ رسمية للتلفزيون الجزائري.
3/ بعد تلك المصافحة “المشؤومة” وكترتيباتٍ تصاعدية للتطبيع، “استيقظت الشياطين القديمة” وفُتح الباب واسعا لها للزّيارت الاستفزازية المتبادلة، وكان أشهرها – وبشكلٍ علنيٍّ – زيارةُ وفدٍ صحفيٍّ متكوّن من: 08 صحفيين مُغرّرٍ بهم، عوّضوا مدراء جرائدهم بعد معرفتهم المسبقة باستعجال الخطوة دون موافقة “الرئيس”، فزاروا “دولة الكيان” يوم: 25 جوان 2000م، بدعوةٍ من “الجمعية الإسرائيلية لتطوير العلاقات بين دول البحر الأبيض المتوسط” وبرعاية “وزارة الخارجية الصهيونية”.
وبالرّغم من تنديد “اتحاد الصّحفيين العرب” و”الرئاسة” بتلك الزّيارة، واصفةً إيّاها بـ: “الخيانة التي تمّت بمخالفة القواعد والأصول؟؟؟”، في محاولةٍ منها لامتصاص الغضب الشعبي، فقد تدخّلت “سيّدة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت” ذات الجذور اليهودية لتحذّر الحكومة الجزائرية من عواقب المساس بهم ومحاكمتهم، وكان الأسعد بهذه الزيارة هو “العدو الصهيوني” الذي كشف عن وجود “علاقات سرّية” بين “سفيره” بفرنسا ومسؤولين جزائريين.
4/ دعوة “بوتفليقة” للمغني اليهودي “أنريكو ماسياس” (الفرنسي الجنسية) سنة: 2000م لزيارة الجزائر ضمن وفد “ساركوزي”، وهو الذي كان يريد إعادة الاعتبار لصهره “الشيخ ريموند” مطرب المالوف الماجن بقسنطينة أثناء الإحتلال، لولا ثورة الرأي العام واعتراض الشرفاء من الجيش والعائلة الثورية والطبقة السياسية، وهو “المغنّي” الذي تربطه علاقةُ صداقةٍ مع “بوتفليقة”، وقد أعلن زيارته عند علاجه بالمستشفى العسكري “فال دوغراس” بفرنسا، وتحسّر على وضعيته الصّحية الحرجة.
5/ الرّسالة الواضحة لـ: “بوتفليقة” من: “موناكو”، والتي قال فيها ذات يوم: ” إنّ أبناء الجزائر في حاجةٍ لأن يتعارفوا فيما بينهم..”، والتي رقص لها طربا “روجي سعيد” رئيس الجالية اليهودية في الجزائر، وطار بها فرحا لهذا “الإنجاز”، واستُقبل استقبالا رئاسيا – ولأول مرّة – في مناسبةٍ وطنية لها رمزيتها (أول نوفمبر) كنوْعٍ من “الاندماج التاريخي التصالحي” فيما يزعم.
6/ حجُّ حوالي: 250 من “الأقدام السّوداء” (بجوازات سفرٍ فرنسية) سنة: 2005م – وككلّ سنة في شهر ماي ولمدة: 08 أيام، وبرعايةٍ رسمية إلى “معبد قباسة” بتلمسان، والذي يُعتبر “القدس الصغيرة” لليهود، والمقبرة التي ينام فيها “الحاخام أفرانيم” الذي وُلد بإسبانيا سنة: 1392م واستوطن بتلمسان هروبا من التصفية الصليبية المعروفة، وبجواره ماءٌ مقدّس لديهم يشبه “ماء زمزم” بالنسبة للمسلمين، رافقتها مطالباتٌ من يهود “فرنسا وإسرائيل وأمريكا” بدفع: 50 مليون دولار كتعويضٍ عن ممتلكاتهم، وتذكر إحصائياتٌ أخرى أن حوالي: 3 آلاف يهودي زاروا تلمسان خلال سنة: 2014م، و(هي ولاية الرئيس وزمرته الحاكمة).
7/ اعتمادُ ممثليةٍ لديانة الطائفة اليهودية بالجزائر – وبشكلٍ رسميٍّ – سنة: 2006م وفقًا لقانون تنظيم الشعائر الدّينية لغير المسلمين، وهم لا يملكون إلا “معبدا واحدا” ولا يُعرف لهم جمعيةٌ ولا عددٌ رسمي، والذي اعتُبر قرارا سياسيا يستجيب لحسابات استراتيجية وترتيبات التّطبيع عبر “الاتحاد من أجل المتوسط”، وهم يبحثون عن “الانفراج في حركة التاريخ” تنتفي فيه “الضّدّية” ويزول “الانقسام” ويتصالح “الذئب مع العنزة”؟؟.
8/ جرأة المُسمّى “محمد برطالي” والذي يصرّ على طلب اعتماد “الجمعية الوطنية للصداقة الجزائرية الإسرائيلية”، وأنّه لا يوجد مشكلٌ ثنائيٌّ مع “إسرائيل” إلاّ من أجل “أشقّائنا العرب” الذين تخلّوا عنّا – بل دعّموا الإرهاب – زمن جنون التّطرّف الإسلامي سنوات التسعينات؟؟؟.
9/ الجنازة الرئاسية للممثل اليهودي الفرنسي الجنسية “روجي حنين”، يوم: 13 فيفري 2015م، والإنزال الكبير للأقدام السّوداء والاهتمام الرسمي والاستثنائي به في المقبرة اليهودية بـ: “بولوغين”، والتي تتربّع على: 05 هكتارات، وقد تمّ ترميمها وتجديدها بحوالي: 1.8 مليار سنة: 2008م بعد الزّيارة والإشادة لـ: “برنارد حدّاد” اليهودي الفرنسي، وهو رئيس “الجمعية المختصّة للحفاظ على المقابر اليهودية” في الجزائر.
10/ وأخيرا .. تغبرط التطبيع في الزّمن البوتفليقي:
يتبع…
تعليقات الزوار ( 0 )