الرئيسية مقالات أ. فاروق أبوسراج الذهب مواصفات قيادة الرشد والاستخلاف

مواصفات قيادة الرشد والاستخلاف

كتبه كتب في 19 يوليو 2018 - 11:54 ص
مشاركة

سلسلة إلى القادة فقط | 4 

مواصفات قيادة الرشد والاستخلاف

إن القيادة التي نتحدث عنها في هذه الدراسة ليست قيادة البريستيج والتشريفات بقدر ماهي قيادة ذات مواصفات رئيسية لا تتم القيادة الا اذا توفرت تلك المواصفات في القائد حيث مالا يتم الواجب الا به فهو واجب ،على اعتبار ان الرشد والاستخلاف الذي نعنيه يتطلب قيادة تتسم بالرشد ليتم لها الاستخلاف ،وعندما نتحدث عن المواصفات الرئيسية في القيادة فإنما نتحدث عن تلك الممارسات والسلوكات التي يتصف بها قائد الرشد والاستخلاف فتصبح جزءا منه وروحا يسري في تفاعلاته وقراراته ومواقفه لا ان تصير تلك المواصفات عبارة عن نعوت جافة تكتب في السير الذاتية ويمدح بها القائد وهو عنها بعيد بل وقد يكون مشوها لها لاسمح الله .

ان العبرة بالمواصفات في هذا السياق تستهدف صناعة القدوة والمثال والنموذج الذي يحقق التفاعل والتأثير في البيئة التي يعيش فيها بالحال قبل المقال لتتجسد الفاعلية كما فسرها المفكر الجزائري مالك بن نبي عن اشترط لها شرطين :المبرر والمثال .

وهذه المواصفات التي سنتحدث عنها هي بمثابة المسطرة او اللائحة التي يتم من خلالها التقييم للقيادات فاذا توفرت تلك المواصفات كانت تلك القيادة مؤهلة للرشد والاستخلاف واذا كان غير ذلك فتلك القيادة التي تتقدم الصفوف وتتخذ المواقف والقرارات هي قيادة لا يصح ان نطلق عليها بقيادة الرشد والاستخلاف.

الرؤية المرشدة …. ضمان استمرارية المشروع

فالرؤية اذا تمكنت من روح الإنسان انبعثت في الدماء لتكون للانسان طول الأفق الممتد فجوهر الادارة هو قوة التنبؤ قبل حدوث الاشياء.فالقائد صاحب ايقاع بعيد وذو نظرة ممتدة في الآفاق .مثاله كمثال الصياد الذي يعرف اعالي البحار ويدرك ان الافق الذي يراه المبتدئ في الصيد افقا انما هو بداية لافاق جديدة وتحديات جديدة في رحلة الصيد فكيف برحلة الرشد والاستخلاف في الارض .

فالقائد الذي لايملك رؤية ترشده الى العمل وتوجه بوصلته في كل الاحيان ويحرص على تجسيدها ويصر على تطبيق اهدافها ويبحث عن السبل والوسائل التي تمكنه من التقدم في تحقيق تلك الاهداف الاستراتيجية  هو قائد لايصلح ابدا لقيادة الرشد والاستخلاف فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائد الاول وفي احلك الظروف حريصا على تجسيد الرؤية حيث قال يوما عندما قال له جبريل عليه السلام وهو في الطائف يحاول توسيع دائرة الدعوة حيث قوبل بالتعنيف ورمي الحصى من طرف اطفال الطائف ” إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال  لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ” وهو ايضا صلى الله عليه وسلم الذي بشر اصحابه في غزوة الاحزاب وهم في عسر شديد بانهم سيفتحون فارس ويستلمون قصور كسرى والقصص النبوي في ذلك كثيرة تحتاج منا الى اخذ الدرس والعبرة وصياغة الرؤية المرشدة التي تستخدم كل انواع وادوات الاستشراف وعلم المستقبليات كي تتمكن من توقع مايحدث في المستقبل وتصيغ الخطط والبرامج الكفيلة بتحقيق التدافع الايجابي الذي يفتح للرؤية ما اغلق امامها .

وتُعرّف الرؤية لغة بحسب معجم المعاني الجامع على أنّها رؤية الأمور بشكل سليم، والإبصار بالعين والقلب، وهي أيضاً عبارة عن بيان تصدره المؤسسة لما تنوي أن تكون عليه في المستقبل، وتُوضع الرؤية من قبل الإدارة العليا للمساعدة على التخطيط والتوجيه، و مصطلح الرؤية يجيب عن كثير من الأسئلة مثل؛ ماذا تريد  أن تصبح عليه؟ وإلى أين ستصل في مسيرتك؟  حتى تصل إلى الصورة المثالية، وتشتمل الرؤية أيضاً بمفهومها على كثير من المعاني، كالتصورات والتوجهات، والطموحات، والآمال والافتراضات العقلية، وتعتبر أساس أي تطور تسعى الى تحقيقه، من خلال تعاون أعضاء المؤسسة والتزام كل منهم بعمله، ويجب أن تتصف الرؤية بالوضوح، والبساطة والإيجاز.وتكمن أهمية الرؤية في أنّها خطوة مهمة من خطوات التخطيط الاستراتيجي، حيث تُعّد الدليل الذي يُسترشد به على تنفيذ الخطة بطريقة جيدة، كما أنها تعطي للعاملين فرصة ليتعرفوا على ما تتوقعه المؤسسة منهم، ويساهم ذلك في بذلهم قصارى جهدهم لتحقيقه، مما ينعكس إيجاباً على طاقاتهم وتوجيهها نحو تطوير المؤسسة وتقدمها.هذا التقدم المحسوب مسبقا على مستوى الفرد والمؤسسة ،ولذلك ظهرت دورات تطوير الذات واكتساب المهارات التي تحول القيادة المعرفية الى قيادة ميدانية تعلم الناس ومن يقع تحت مسؤولياتها عمل الفريق والتدرج في تحقيق الاهداف باسلوب علمي وعملي فالرؤية المرشدة صفة اساسية في قيادة الرشد والاستخلاف .

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً