الرئيسية أخبار رئيس الحركة لـ”الاستقلال”: “الضم الاستعماري” خطة دولية متعددة التنسيق و”صفقة القرن” لن تتحقق

رئيس الحركة لـ”الاستقلال”: “الضم الاستعماري” خطة دولية متعددة التنسيق و”صفقة القرن” لن تتحقق

كتبه كتب في 30 يونيو 2020 - 9:48 م
مشاركة

-لا يمكن التعويل مطلقًا على الأنظمة العربية لإسقاط “الضم”.. والمتحالفين منهم مع الكيان “أصناف”.

-بعض التنديد الأوروبي بمخطط “الضم” ينطلق من استشعار خطره على “إسرائيل”.

-مبادرة “السلام العربية” فتّتت قضية فلسطين ومدّدت المشروع الصهيوني على أرضها.

– المقاومة اللغة الوحيدة لاسترداد فلسطين وحقوق شعبها المسلوبة والثورة الجزائرية نموذجًا.

-“إسرائيل” أنهت “أوسلو” بدعم أمريكي والبديل وحدة فلسطينية على قاعدة المواجهة الشاملة.

-مقاومة غزة أصبحت جيشًا متكامل الأركان ويجب تفعيل المقاومة اليومية والمباشرة بالضفة.

– الراحل د. شلّح أحد زعماء فلسطين والأمة الإسلامية وعلى الأحياء الثبات على نهجه.

الجزائر/ غزة – حاوره/ قاسم الأغا:

المصدر : موقع صحيفة الاستقلال

أجرت صحيفة “الاستقلال” هذا الحوار الخاص مع د. عبد الرّزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية – حمس (أكبر حزب إسلامي بالجزائر)، بالتزامن مع قرب تنفيذ مخطط الضم الاستعماري للأغوار ومساحات واسعة من الضفة الفلسطينية المحتلة مطلع يوليو (تمّوز) المقبل، وعقب فشل مرحلة “أوسلو” بإعلان السلطة الفلسطينية التحلل من الاتفاقيات كافة مع “تل أبيب” و”واشنطن” ردًا على المخطط.

كما يأتي في ضوء تباين مواقف الدول الأوروبية والعربية حول المخطط، واستمرار انزلاق أنظمة عربية نحو التطبيع مع الكيان، خلافًا لشروط ما تُعرف بمبادرة “السلام العربية”، وبعد أن كشف الإعلام العبري عن “تسلل سعودي” لتحقيق موطئ قدم في المسجد الأقصى المبارك.

مخطط الضم الاستعماري

س: مع بدء العد التنازلي لتنفيذ كيان الاحتلال مخطط “الضم” الاستعماري للأغوار، ومساحات واسعة من الضفة الفلسطينية المحتلة مطلع الشهر المقبل، بماذا تصف خطوة الاحتلال هذه التي تنتهك فيها القرارات الأممية، وقواعد القانون الدولي، بدعم كامل ومكشوف من إدارة البيت الأبيض بزعامة “دونالد ترمب”؟

ج: هذه الخطوة تندرج ضمن خطة دولية منسقة بين الكيان الصهيوني والولايات الأمريكية المتحدة ودول عربية لتحقيق مكاسب تاريخية لصالح اليهود المحتلين باستغلال الفتن والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها العالم العربي وضمن موجة الثورات المضادة للثورات الشعبية العربية السلمية، والاختراقات الدبلوماسية التي توصّل إليها الكيان في العديد من الدول، حتى التي كانت صديقة للقضية الفلسطينية في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وكذلك حالة الخلاف التي يعيشها الصف الفلسطيني، وعدم فاعلية المقاومة إلى الحد الذي يؤلم العدو لأسباب عديدة منها التنسيق الأمني والحصار الدولي. هؤلاء المعتدون ومعهم الخونة العرب يدركون أهمية اللحظة، فهم يعتبرون المرحلة حاسمة إما أن يحققوا إنجازا كبيرا أو تدور عليهم الدائرة.

س: كيف تقيّمون ردود فعل الدول العربية إزاء “الضمّ”؟، وهل من أوراق سياسية واقتصادية تستطيع من خلالها هذه الدول الضغط على “إسرائيل” للعودة عن مخططتها العدواني؟

ج: لا يعوّل على الأنظمة العربية على الإطلاق، بعضها أصبح يخطط مع الكيان الصهيوني وبعضها أصبح محايدا وبعضها لا يهمه إلا تأمين البقاء في الحكم، وإنما الرهان على الشعوب، وعلى النخب الحرة التي تؤمن بالقضية وتكافح من أجلها، من داخل الأنظمة ذاتها ممن ليس بيدهم القرار وفي خارجها. حين تستطيع الشعوب العربية جعل الأنظمة تدفع ثمن خيانتها أو تخليها عن القضية الفلسطينية ربما تتغير الأوضاع في الجهات الرسمية.

س: هل يمكن المراهنة على الموقف الدولي، باتخاذ خطوات فعّالة ضد “إسرائيل”؛ لردعها والتصدي لسياساتها العنصرية الاستعمارية ضد الشعب الفلسطيني؟

ج: أقصى ما يمكن أن يحدث هو تنديدات دولية حكومية أو دولية. بل هناك من الدول، خصوصا الغربية، من يعترض على ” الضم” لأنها تعتبره خطرا على ” إسرائيل” ذاتها وليس لأنه اعتداء على الحق الفلسطيني، فهي تعتبر أن استمرار الكيان يخدم استراتيجياتها ومصالحها، ولذلك تحاول رد شطط نتنياهو وأمثاله، خصوصا في اليمين الاسرائيلي لحماية إسرائيل من هذا النوع من حكامها. ولكن في هذا الوقت بالذات الذي علا فيه بنو إسرائيل المحتلون علوا كبيرا – كما ورد في القرآن الكريم – هناك نمو للحقد عليهم عند  شعوب العالم بشكل غير مسبوق، بسبب جشعهم وتحكمهم في الثروة والحكام والإعلام. وهذا الحقد المبرّر المتنامي لا علاقة له بما يسمونه معاداة السامية ولكن بسبب سيطرة المنظومة المالية العالمية التي أفسدت العالم وأضرت بالإنسان والبيئة والتي باتت الشعوب تدرك بأن اليهود المساندين لإسرائيل في قلبها. وهذه التطورات الدولية على مستوى الشعوب هي في المحصلة لصالح القضية الفلسطينية إذا عرفنا كيف نتعامل ونتكامل معها.

صفقة القرن

س: كما يبدو أن من بين أهداف “صفقة القرن” المعلنة في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، إعادة ترتيب مصفوفة الأعداء في المنطقة، إذ بات الاحتلال “صديقًا” بالنسبة لبعض الأنظمة العربية التي تُهرول باتجاه التطبيع معه، وإظهار عدوّ وهميّ للأمة العربية والإسلامية، هل هي كذلك بالفعل؟

ج: الذين صاروا حلفاء للكيان الصهيوني داخل منظومة الحكم العربية أصناف: منهم الذين هم في الأصل يهود صهاينة، عرقا وانتماء، متخفون في السابق، ومنهم المتهودون، ومنهم الذين يعتبرون أن العدو الذي يهدد وجودهم بحكم عقيدته وقوته العسكرية هو إيران، والذي يهدد كراسيهم  بدعم الشعوب إذا انتقل العالم العربي إلى الديمقراطية هم الحركات الإسلامية السياسية المعتدلة والتي يجعلونها كلها تحت يافطة “الإخوان المسلمون” ليختصروا المعركة. أما عن “إسرائيل” فإن عمى البصيرة جعلهم يعتقدون بأنها ليست عدواً لهم ولا تكّون خطرا على وجودهم وكراسيهم. وانتبه الصهاينة لهذه المخاوف فغذوها واستفادوا منها. وبدل معالجة مخاوفهم بتقوية بلدانهم وتسهيل وحدة العالم العربي لتصبح العلاقة مع إيران علاقة تحالف يفرضه ميزان القوة معها وليست علاقة تهديد متبادل راحت هذه الأنظمة الفاشلة الفاسدة العميلة تتحالف مع الكيان الإسرائيلي، وهي لا تدري بأنها تذهب بذلك إلى حتفها. وكذلك بدل اكتساب شرعيتها بالإرادة الشعبية والاقتراب من الشعوب بخدمتها والتواضع لها حتى نختارها طواعية اتجهت إلى شيطنة خصومها السياسيين باطلا وزورا والاعتماد على أعداء الإسلام ضد المسلمين فقط من أجل تخليد بقائهم في الحكم والتمتع بالثروة التي يبددونها ويفسدونها، وهم لا يدرون بأن ظلمهم وفسادهم سيكون هو حتفهم طال الزمن أم قصر.

س: في ضوء انزلاق تلك الأنظمة العربية نحو التطبيع، ما هو مصير مبادرة “السلام العربية” (بيروت 2002)، التي تُعد الإطار الناظم للموقف العربي تجاه العلاقة مع “إسرائيل” وحل القضية الفلسطينية؟

ج: مبادرة ” السلام العربية” ولدت ميتة، بل ساعدت على تفتيت القضية الفلسطينية وأعطت الوقت لتمدد المشروع الصهيوني لأن هذا المشروع لم يغرس في الأرض العربية الفلسطينية ليحقق فيها السلام، بل هو مشروع حرب لا تتوقف يَعتبر أن المعادلة مع الفلسطينيين صفرية، والسلام بالنسبة إليهم هو حينما يهدمون المسجد الأقصى ويستولون على كل الضفة وتنتهي قضية اللاجئين ويتوصلون إلى إخراج أعداد أخرى كبيرة من الفلسطينيين من بيوتهم وبلداتهم، وإذا قبل الفلسطينيون يعطونهم بلدا بديلا محصورا بين غزة وأجزاء من أراضٍ عربية أخرى بلا سيادة ولا مستقبل،  ثم تنساق كل الدول العربية في ذلك وتباركه ، على أن تأتي فرصة لإبادة أعداد كبيرة من الفلسطينيين على شاكلة ما وقع للهنود الحمر في أمريكا، أو ما قامت به فرنسا في الجزائر حيث قتلت منذ بداية الاحتلال أكثر من 5 ملايين ونصف شخص من كل الأعمار أي نصف السكان الجزائريين في ذلك الوقت، وصفقة القرن جزء من هذا المخطط الشيطاني الذي لن يتحقق أبدا بحول الله ومؤشرات خيباتهم بادية لأولي النهى.

س: على وقع قرب تنفيذ قرار “الضم”، كشفت وسائل إعلام “إسرائيلية” مؤخرًا عن محاولات لتمرير “حِيَل سياسية” لتغيير الوضع في المسجد الأقصى، متمثلة بمفاوضات سريّة سعودية – أمريكية بضوء “إسرائيلي”، لمنح الرياض دورًا بالمسجد المبارك بترتيب “إسرائيلي”، استنادًا لصفقة القرن، والقفز على مشروعية الأردن في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسحية في مدينة القدس المحتلة .. كيف تردون على ذلك؟

ج: لا أحد يجهل لماذا يريدون إقحام السلطات السعودية ليكون لهم دور في مصير المسجد الأقصى. حكام السعودية شركاء في تصفية القضية الفلسطينية مع أمريكا و”إسرائيل” ولا يوجد وضع داخلي سعودي يردعهم ولا وضع إقليمي أو دولي، هم يقمعون كل مخالف في السعودية ولا أحد يتحرك ضدهم وبإمكانهم في هذه المرحلة اتخاذ أي قرار خطير لصالح الكيان الإسرائيلي بخصوص المسجد الأقصى وعندهم ” فقهاء السلطان” جاهزون للفتوى لصالح اليهود. حكام السعودية لا يؤتمنون اليوم حتى على سلامة رواد المسجد الحرام والمسجد النبوي وكثير من المسلمين الذين لم يكونوا مقتنعين بإعطاء وضع سياسي وإداري خاص بمكة والمدينة مستقلا عن الرياض أصبحوا اليوم يتجهون للاقتناع بهذا، فكيف يكون لهؤلاء دور على المسجد الأقصى؟ بقاء القدس والمسجد الأقصى تحت الوصاية الأردنية لا يساعد على تمرير المخططات الأمريكية الصهيونية؛ لأن الوضع السكاني في الأردن لا يسمح من حيث أن القضية في الأردن قضية شعب وليست قضية حكومة فقط، الأردنيون فلسطينيون في غالبيتهم  للدولة حقوق تاريخية رسمية راسخة وأي مساس بالمسجد الأقصى قد يحدث تطورات خطيرة في الداخل الأردني، رسميا وشعبيا، وعليه لا يمكن الاعتماد على الأردن في الوضع الراهن لشرعنة تغيير الوضع في المسجد الأقصى وفق “صفقة القرن”.

الحل يكمن في المقاومة

س: في ضوء فشل الحلول السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي، المنضوية تحت مظلة اتفاقية “أوسلو”، ما هو الحل الذي يمكن من خلاله استرداد الحقوق الفلسطينية المسلوبة؟

ج: الحل هو المقاومة ومواجهة الاحتلال بكل الأساليب، لا يوجد إلا هذا الحل وإلا ضاعت القضية. وحتى الشعوب العربية والإسلامية لا تتفاعل بقوة وبشكل مؤثر إلا إذا رأت الفلسطينيين يكافحون ويستشهدون ويضحون. أذكركم بأنه بعد توقف المقاومة الشعبية الجزائرية التي واجهت الاحتلال الفرنسي منذ دخوله سنة 1830 إلى بداية القرن الماضي والدخول في العمل الإصلاحي والسياسي والمطالبة بالحقوق سلميا لمدة نصف قرن تقريبا، نسي العرب والمسلمون شيئا اسمه الجزائر. كان العمل الإصلاحي والسياسي هو المتاح في ذلك الوقت فاستغلته الحركة الوطنية لإعادة بناء الإنسان الجزائري ليبقى مسلما عربيا رغم مخططات ومحاولات المسخ التي قام بها الاحتلال الفرنسي الذي كان احتلالًا استيطانيا إحلاليًّا كما هو الاحتلال الإسرائيلي اليوم في فلسطين.   ولكن هذا العمل الإصلاحي طال زمنه أكثر من اللزوم، وأصبح الاحتلال يعتبر الجزائر جزء من فرنسا، حتى جاء الشباب الذين فجروا الثورة فتجاوزوا الأجيال التي قبلهم ورموا بالثورة للشعب كما كان يقول العربي بن مهيدي فكانت تضحياتهم هي التي جعلت كل الجزائريين يلتحمون بالثورة وجعلت العرب والمسلمين يتذكرون الجزائريين ويسندونهم.

لقد صار واضحاً بأن اتفاقيات “أوسلو” استعملت لتصفية القضية الفلسطينية، والآن “إسرائيل” بدعم أمريكي هي التي انهتها، فماذا ينتظر الفلسطينيون ليتوحدوا على هدف المقاومة لإنهاء الاحتلال ويدخلوا في مواجهة شاملة مع الاحتلال كما فعلت كل الشعوب المحتلة التي أخرجت الاستعمار ؟. الاستعمار تلميذ غبي لا يفهم كما قال الجنرال الفيتنامي “جياب” في حديثه عن الاستعمار الفرنسي ثم الأمريكي لبلده. الاحتلال لا يخرج إلا بالمقاومة هذه سنة الله في الأرض لا تتغير ولا تتبدل.

س: مع اشتداد حلقات المؤامرة على القضية الفلسطينية؛ تزداد محاولات الاحتلال وحلفائه في المنطقة بشتى الطرق والوسائل، محاصرة فصائل المقاومة خصوصًا في قطاع غزة، والحدّ من تطوير تسليحها وبناء قدراتها العسكرية والضغط عليها سياسيًا، وقطع صلتها بكل الأطراف المساندة والداعمة لها .. كيف يمكن القفز عن تلك المحاولات؟

ج: من باب الواجب أعبر عن وجهة نظري في هذه القضية الحساسة.  المقاومة في غزة أصبحت جيشا متكامل الأركان وهذا مكسب عظيم للقضية الفلسطينية تحقق بالتضحيات والشهداء والجد والثبات. ولكن يجب أن نفهم دور هذا الجيش في هذه المرحلة. دوره هو الدفاع عن غزة وأهلها وقادتها وبنيتها، ودعم المقاومة الفلسطينية في أي مكان في فلسطين، وغير ذلك هو مدخر ليوم الزحف في يوم التحرير. وعليه المقاومة التي يجب أن تبنى وتنشط ضد الاحتلال يوميا وبشكل مباشر  يجب أن تكون في الضفة الغربية. فإن عدم تحرك المقاومة بفاعلية – بما يؤلم الاحتلال ويجعله يتوقف عن مخططاته وبقاء غزة على ما هي عليه مفصولة عن الضفة من حيث القدرة على المقاومة –  يخدم المخطط الصهيوني في إطار صفقة القرن التي تريد أن تجعل غزة ضمن الوطن البديل للفلسطينيين والاستيلاء كلية على الضفة. الرهان اليوم في الضفة، الرهان في مواجهة الاحتلال في الضفة، وهذه مسؤولية سكان الضفة بالدرجة الأولى، ولا يملك أحد منعهم من ذلك، الشرائع الدينية والدولية وحتى المقررات الأممية كلها في صالحهم، وإذا ما التحموا مع العدو في ظل غطرسته التي باتت واضحة للجميع ستتعاطف معهم الشعوب في كل أنحاء العالم.

س: كيف يمكن رفع منسوب وعي شعوب الأمة العربية والإسلامية تجاه قضية فلسطين التي تواجه في المرحلة الراهنة “أخطر” مخططات تصفيتها وتصفية وجود شعبها على أرضه التاريخية؟

ج: الجواب على السؤال السابق يصلح لهذا السؤال، يرتفع منسوب وعي الشعوب العربية والإسلامية حين ترتفع وتيرة المقاومة ضد الاحتلال في فلسطين. القوى الداعمة الفاعلة للقضية الفلسطينية موجودة في كل أنحاء العالم الإسلامي، ولم تتوقف أبدا، ولكن تحرك الشعوب بزخم كبير يكون بارتفاع منسوب المقاومة، في الضفة خصوصا.

 

س: هل يمكن التوصل إلى حالة الأمن والاستقرار في المنطقة، ما لم يتم إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن الحفاظ على الحقوق والثوابت الوطنية؟

ج: يجب أن نتذكر أهداف قيام هذا الكيان في قلب الأمة العربية والإسلامية. هذا الكيان يستجيب لالتقاء أهداف صهيونية صليبية قديمة. الكيان الصهيوني هو ليس دولة قائمة بذاتها بشكل طبيعي على إقليم شرعي وشعب أصلي. هو ثكنة مدججة بالسلاح في موقع متقدم في جغرافيا إسلامية تمثل جغرافية الصراع بين حضارتين: الحضارة الشرقية العربية الإسلامية والحضارة الغربية اليهودية النصرانية. هذه الدولة تمثل المشروع الصهيوني الصليبي الذي زرع في قلب الأمة ليجعلها ضعيفة ممزقة تابعة إلى الأبد. واليهود الذين جيء بهم من أصقاع الدنيا هم البارود الذي يستعمله الغرب العنصري في هذه المعركة. تاريخ الغرب في كره اليهود معلوم فوجد في هذه الدولة فرصة للتخلص من أعداد كبيرة منهم، والحركة الصهيونية كحركة سياسية استغلت العاطفة الدينية لتهجير اليهود إلى فلسطين، وهناك من يتحدث عن تورط الحركة الصهيونية في اضطهاد اليهود من أجل ترحيلهم إلى فلسطين. فقيام الدولة الصهيونية في فلسطين هو في حد ذاته مشروع حرب يريدونها ألا تنطفئ، والمعادلة عندهم صفرية لا يمكن وقف الحرب ضد الفلسطينيين إلا إذا تنازلوا عن المسجد الأقصى لصالح هيكلهم المزعوم، وقبلوا تسليم أراضيهم وتنازلوا عن حق العودة ليتم ترحيل أعداد أخرى منهم لاحقا. يجب اليأس بأنه سيكون حل عادل للقضية الفلسطينية مع هؤلاء. قلت لك أن الاحتلال تلميذ غبي لا يفهم إلا لغة المقاومة. فلا حل إلا بالمقاومة.

هؤلاء أعداء الله وأعداء المسلمين، غيضهم علينا شديد ما دمنا مسلمين، وهم ضعفاء مهما أظهروا من قوة، بأسهم بينهم شديد، والله كفيل بإبطال كيدهم، وكل هذه الحروب التي يشعلونها ضد المسلمين الصالحين المقاومين سيطفئها الله، وسينفقون وأولياؤهم أموالهم ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، كما قال الله تعالى في سورة المائدة ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)))

وفي سورة الأنفال: (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)))

س: قبل أيام، ودّعت فلسطين مناضلًا ومفكرًا إسلاميًا فلسطينيًا لم يتوانَ عن التمسك بالمقاومة سبيلًا وحيدًا لمقارعة الاحتلال الإسرائيلي، محافظًا على مركزية القضية الفلسطينية لدى الأمة العربية عمومًا ولدى الحركات الإسلامية على وجه التحديد .. إنه الدكتور الراحل رمضان شلّح، الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية .. ماذا خسرت قضية فلسطين برحيل هذا الرجل؟  .. وما هي رسالتكم لخلفه القائد المجاهد زياد النخالة ورفاقه في الحركة؟  

ج: زعيم آخر من زعماء فلسطين والأمة الإسلامية ترجل رحمه الله. نسأل الله أن يغفر ذنبه ويعظم أجره وأن يجعله من أهل الجنة مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ولفلسطين أبطال كثر يمثلون رموزا لأجيال الأمة منهم من قضى نحبه كالشيخ أحمد ياسين، وأبو جهاد الوزير، والرنتيسي، وعياش، والجعبري، وفتحي الشقاقي، وسعدات وياسر عرفات ورمضان شلح ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً. نسأل الله أن يرحم من استشهد وتوفاه وأن يثبت من بقي حيًّا وأن يصنع الرحم الفلسطيني كثيرًا أمثالهم من الرجال والنساء الخلص أصحاب العزيمة والإرادة الفلسطينية المقاومة الحرة المستقلة المرتبطة بالمقدسات والأرض وحق العودة.

 

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً