في واقع سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي كالذي نعيشه هل لمفردة التفاؤل والأمل من مكان وموضع؟ أم أنها مجرد أحلام نمني بها النفس ونتسلى بها لنكمل مشوار حياتي في أجواء الإحباط واليأس من التغيير والإصلاح والدخول الى عالم متجدد ليس فيه غش ولا فساد ولا نفاق ولا كذب ولا تزوير ولا تآمر ولا ظلم ……و لا ولا ولا ولا ….الخ ،مما يمكن حصره من صفات ومظاهر نتعايش معها في يوماياتنا البائسة ؟؟؟؟؟؟ علامات استفهام كثيرة سنضعها ونكتبها ونرسمها ولا يوقفنا عن الاستمرار في مضغها الا ترياق الامل وبلسم التفاؤل “فما أضيق العيش لولا فسحة الامل “على اعتبار أن كل مايتمناه الفرد والمجتمع والدولة يحدث في المستقبل وليس في الماضي ،حيث لا يمكنك تغيير فاصلة واحدة مما حدث في الماضي من خير او شر ،لكنك تستطيع تحقيق الاحلام والتمنيات والمشاريع والبرامج في المستقبل فقط ،هي سنة الكون التي انتبهت اليها الأمم التي حققت النهضة والتقدم فعاشت احلامها ليس بالاوهام واحلام اليقظة ولكن بالرؤى والاستشراف والإصرار على تجسيد البرامج والمشاريع العملية فاستفادت من إنجازات ماضيها واعتبرت من اخفاقاتها في هذا الماضي ،لكننا نعشق السكن في أمجاد الماضي ولا نكاد نفتح أبصارنا وبصائرنا على المستقبل الذي استأثر به غيرنا وأصبحنا نعيش كما قال المرحوم المهدي المنجرة في مستقبل الماضي كلما ارتقى الناس الى مراحل جديدة من التقدم والتطور لبسنا نحن لباس ماضيهم واستهلكنا ماتبقى من انتاجهم الحضاري الذي نكتشف بعد مدة من الزمن أننا أبعد مانكون عن ركوب قطار النهضة والتقدم فندخل مباشرة في حالة الإحباط واليأاس والقنوط ورمي المنشفة ونستسلم للاقوى ولما اكتشف الاخر هذه الظاهرة اصبح ينتج لنا برامج لصناعة اليأس والإحباط والتشاؤم .
ان هندسة الامل والتفاؤل السياسي هي المدخل الى مربع الفاعلية الحضارية للافراد والمجتمعات والدول ، فالتفاؤل والامل هما محركان أساسيان للدفع بالانسان نحو التقدم والاستمرار في الحياة، عندما نريد التحدث عن التفاؤل نستطيع القول إنه عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج. أو هو كما قال بعض المختصين وجهة نظر في الحياة تبقي صاحبها ينظر إلى العالم بشكل إيجابي، أو تبقي حالته الشخصية إيجابية،والقيادة الناجحة هي القيادة التي تبث الأمل في النفوس وتُقدّم المستقبل مشرقًا من بين الركام والمعاناة.
على اعتبار ان واقعنا الحالي والمتميز بالروح الانهزامية اليائسة من التغيير والإصلاح بسبب سطوة الاستعمار والاستبداد يتطلب ترياق الامل وبلسم التفاؤل لمواصلة الطريق وقد انتبه الامام حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي الى هذه الحالة التي تميز مشهدية الامة عندما قال في رسالة الى أي شيئ ندعو الناس ؟” إﻥ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﻭ تربية الشعوب ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻰ: ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺿﻌﻒ
وﻭﻓﺎﺀ ﺛﺎﺑﺖ ﻻﻳﻌﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﻏﺪﺭ.و ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻻ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﻃﻤﻊ ﻭﻻ ﺑﺨﻞ.و ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻪ ﻳﻌﺼﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻴﻪ ، ﻭﺍﻹﻧﺤﺮﺍﻑ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺍﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ﺑﻐﻴﺮﻩ.
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻫﻰ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺣﺪﻫﺎ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺗﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﻭﺗﺘﺮﺑﻰ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻨﺎﻫﻀﺔ ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﻭﺗﺘﺠﺪﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﻤﻦ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺯﻣﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼً.ﻭﻛﻞ ﺷﻌﺐ ﻓﻘﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﻘﺪﻫﺎ ﻗاﺩة ﻭﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻓﻴﻪ ، ﻓﻬﻮ ﺷﻌﺐ ﻋﺎﺑﺚ ﻣﺴﻜﻴﻦ، ﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﺤﻘﻖ ﺃﻣﻼ ﻭﺣﺴﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻰ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ”.
بهذا الوضوح يدلف الامام البنا الى مربع الفاعلية الحضارية ببناء نفسية قوية تقف على أربعة اركان تغذي الامل في المستقبل وتنشر التفاؤل والبشرى بين الناس كل الناس حيث أصبح صناعة الأمل إحدى مهام الدولة والمجتمع والجماعات القائدة باعتبارها استراتيجية كبرى، فالشعوب التي تُهدم معالم الأمل في نفوسها تتداعى مع أول ضربات الخارج أو أزمات الداخل.
هذه الصناعة قد لا يحسنها ولا يدرك أهميتها إلا القليل، رغم أنها تشبه الهيكل الفولاذي الذي يحمي الأمم والأفراد من التهاوى والتهدم، لذا كان أعظم السياسيين براعة هو “من يبني جسور الأمل فوق بحور اليأس، ومن يحول ظلمات النفوس إلى مشاعل تضيء الطرقات للنهوض من الكبوات، ومن ينسج من خيوط اليأس الواهية أطواقا للنجاة.”
لذلك حاربت الرؤية القرآنية اليأس بكل ما تملك من أدوات، فجعلت اليأس قرينا للكفر، وخلقت الرجاء الرحيب أمام النفوس القانطة، وبشرت البائسين بالفرج القريب في الدنيا أو الثواب الكبير في الآخرة، ومنحت جرعات الصبر لكل متألم ومظلوم، وحذرت من الاستسلام لليأس، قال تعالى: “مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ”. فالقرآن الكريم يرسم صورة لذلك الإنسان اليائس الظان أنه لن يجد نصرا في الدنيا والآخر، فيخاطبه القرآن الكريم خطابا زاجرا بأن يمدد بسبب (أي بحبل) من السماء إلى الأرض ويضع فيه رقبته ثم يقطع هذا الحبل، وبعد ذلك يتفكر هل ذهب غيظه! بالتأكيد لم ولن يتغير شيء بانتحاره الأثيم، جاء في تفسير “في ظلال القرآن” عن تلك الآية الكريمة “والذي ييأس في الضر من عون الله يفقد كل نافذة مضيئة، وكل نسمة رخية، وكل رجاء في الفرج، ويستبد به الضيق، ويثقل على صدره الكرب، فيزيد هذا كله من وقع الكرب والبلاء..وكل حركة يائسة لا ثمرة لها ولا نتيجة إلا زيادة الكرب، ومضاعفة الشعور به”.
ولعل هذا ما جعل الفكر الإسلامي السياسي يهتم بالأمل، ويعتبره إحدى وظائف الدولة الاستراتيجية التي لا يصح التقصير فيها أو إهمالها، فتحدث “الماوردي” في كتابه “الأحكام السلطانية” مؤكدا أن صلاح الدنيا يتلخص في ستة أشياء، هي: الدين المتبع، والسلطان القاهر، والعدل الشامل، والأمن العام، والخصب الدائم، والأمل الفسيح.
والأمل الفسيح صناعته تتطلب من الدولة والجماعة والحزب أن يرسم المستقبل زاهرا واسع الأفق، وتعلن أن الأيام القادمات محملة بالخيرات والبركة والنماء، فالأمل يعين الشعوب على تحمل المشاق والتعب والصدمات، ويجعلها تحلم بالغد وآماله، بل تحب الحياة وتحرص على الاستمرار فيها، لذا فصناعة الأمل لا يقوم بها إلا ذوو النفوس الكبيرة من المصلحين والدعاة والزعماء، الذين يرون أن أنوار الأمل لا تكسرها صخور الحياة، والأمل في الغد حياة جديدة لكل مظلوم وبائس. فالأمل طاقة هادرة، وفقدانه عجز مقيت، وهو ما تنبه إليه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، فقال:”لو أن الناس كلما استصعبوا أمرا تركوه ما قام للناس دنيا ولا دين” .
نحن هنا نتحدث عن الامل المنهجي الذي يدفع الى الاجتهاد والابداع في الوسائل لفتح مسارات جديدة لصناعة النهضة والتقدم ولا نتحدث عن الامل القاتل الذي يرتبط به الانسان ولكنه لا يحرك ساكنا بل يقتله الامل ولا يحقق بصمة في هذا الكون ،اننا عندما نتحدث عن التفاؤل والامل فنحن ندندن حول مفردة الرجاء التي تتعلق بالقدرة الالاهية ليبسط لها بساط التوفيق في تحقيق الإنجازات التي تنفعه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .
وفصل الخطاب بين الامل واليأس يمكن اختصارها في أن اليأس والكفر متلازمان والأمل والإيمان متلازمان، فالأمل عبادة لله، نأمل في رحمته فنستغفره، ونأمل في كرمه فندعوه، ونأمل في معيته فنذكره، ونأمل في جنته فنترك معاصيه، ونأمل في حبه فنتقرب إليه بالفرائض والنوافل، ونأمل ظل عرشه فنحب إخوانا لنا فيه. وكل عبادة يصحبها أمل في أن يتقبلها الله، ولا أمل إطلاقا لمن لا عمل له.هذا المعنى يصبح الامل عبادة من العبادات وليس مجرد مخرج من مخارج اليأس والإحباط .
ومن المفردات القريبة من الامل تجاورها مفردة التفاؤل في مقابل التشاؤم وهي مفردة أسست لها ثقافتنا الإسلامية تأسيسا عميقا فالتفاؤل هو الحياة، وعند الترمذي وابن خزيمة بسند حسن عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا”.
والتفاؤل هو توقع الخير، وهو الكلمة الطيبة تجري على لسان الإنسان.فالذين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة ناجحة سعيدة؛ عليهم أن يُجْرُوا هذا على ألسنتهم، ليكون عادةً لفظية لهم فلا يسأم الواحد منهم أن يردد: أنا مُوفَّق، أنا سعيد.فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل باللغة وألفاظها الجميلة؛ جاء إلى المدينة وهم يسمُّونها يثرب وهو اسم لا يخلو من إيحاءات سلبية، فسمَّاها النبي صلى الله عليه وسلم “طابة” أو “طيبة” من الطيب والخير.
ومن التفاؤل حسن الظن بالله تعالى وهو قمة التفاؤل؛ حسن الظن في الحاضر؛ فلا يقرأ الأحداث والأشخاص والمجتمعات قراءةً سلبية قاتمة، وإنما يقرؤها قراءة إيجابية معتدلة تُعنى بالجانب الإيجابي وإبرازه والنظر إليه والحفاوة به بقدر ما تعنى برؤية الجانب السلبي برحمة وإشفاق وسعي وتصحيح.فالتفاؤل بهذا المعنى شعور نفسي عميق واعٍ، يوظف الأشياء الجميلة في أنفسنا ومن حولنا توظيفًا إيجابيًّا.
فالتفاؤل يعين على تحسين الصحة العقلية؛ فالمتفائل يرى الأشياء جميلة يرى الأشياء كما هي؛ فيفكر باعتدال ويبحث عن الحلول ويحصد الأرباح والمكاسب، بعيدًا عن سيطرة الوهم والخوف والتشاؤم. كما أن التفاؤل يعين على تحسين الصحة النفسية؛ فالمتفائل سعيد يأكل ويشرب وينام ويستمتع ويسافر ويشاهد ويسمع ويبتسم ويضحك ويجدّ دون أن يمنعه من ذلك شعور عابر من الخوف أو التشاؤم.
والمتفائل يسيطر على نفسه ويشارك في صناعة مستقبله بشكل فعَّال وكفء؛ فهو يؤمن بالأسباب ويؤمن بالحلول، كما يؤمن بالمشكلات والعوائق.فهو ليس أعمى ولا واهمً يعيش في الأحلام، وإنما هو واقعيٌ؛ يدرك أن الحياة -بقدر ما فيها من المشكلات- يوجد إلى جوارها الحلول، وبقدر العقبات فهناك الهمم القوية التي تحوِّل أبدًا المشكلة والأزمة إلى فرصة جميلة،لذلك ينجح المتفائل في العمل؛ لأنه يستقبله بنفس راضية وصبر ودأب، ويعتبر أنه في مقام اختبار و يدفع بالإنسان نحو العطاء والتقدّم والعمل والنجاح وتجاوز المحن . ويورث طمأنينة النفس وراحة القلب.وتدريب النفس على الثقة بالله والرضا بقضائه.فالمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق.
فالتفاؤل بكلمة هو ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات، إن التفاؤل هو دقات القلب النابض بالحياة، وهو روح تسري في الروح؛ فتجعل الفرد قادرًا على مواجهة الحياة وتوظيفها، وتحسين الأداء، ومواجهة الصعاب.
إن التبشير بالامل في المستقبل ودفع الناس نحو العمل والانجاز في واقع تسوده الهزيمة ويحيط به الإحباط واليأس هو مهمة ووظيفة قيادية أساسية واستراتيجية ينبغي هندستها هندسة واقعية تشخص الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما هو بدون زيادة او نقصان دون السقوط في فخ التسويق لهذا الواقع البائس باستمرر بتكرار قصص اخفاقاتنا حيث تصبح العين والعقل لايرى الا تلك الصور التي تزرع الياس والقنوط على اعتبار أن النفوس ليست واحدة فمنها من يقبل التحدي والمقاومة ومنها من يستسلم بمجرد رؤية الصور العملاقة للاخفاق والانهيار وبات من الواجب فتح النوافذ مشرعة نحو تثمين الاخبار والإنجازات المفرحة وقصص المقاومة للمعاناة وإمكانية الإصلاح والتغيير و سرديات خروج الأمم من الواقع المشابه لنا والتبشير بصورة النصر والنجاح المستقبلية بالضبط كما فعل الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم عندما كان يبشر أصحابه بالمستقبل واحدهم لا يكاد يتحرك من شدة الخوف لقضاء حاجته في غزوة الأحزاب،بالامل اليوم باعتباره استراتيجية وليس مجرد مخرج او اسبرين لتسكين صداع الياس والاستسلام يحتاج الى برنامج متكامل ومستدام وعلى كافة مستويات التربية والتكوين ومؤسسات صناعة الوعي في مواجهة برامج التيئيس والاستسلام والانخراط في برامج الاخر دون ادراك لخطورة ذلك على الصحة العقلية والنفسية للامة،حيث يبدأ برنامج الامل بالنسبة للفرد والجماعة بوضع مخطط لحياتك السياسية والاجتماعية في مستويات متدرجة وصولا الى صياغة خطة استراتيجية للامة تختصر مراحل وخطوات الاستئناف الحضاري لعشر سنوات قادمة ينخرط فيها أبناء الامة المقتنعين بأهليتنا للقيادة وبناء أسس وقواعد وأعمدة هذا الصرح العظيم الذي بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: “تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت”. وفي الحديث عن هذه المراحل يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى: “وواضح أن الدور الأول والثاني انتهى بزوال الخلافة الراشدة، وأن الدور الثاني استمر حتى زوال الدولة العثمانية، وأن الدور الرابع هو الذي نحن فيه وأن الدور الخامس قادم بإذن الله”.
أقوال وحكم تساعد على زرع التفاؤل والامل في حياة الإنسان
- إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود، لرأيت الجمال شائعًا في كل ذراته.
- التفاؤل يمنحك هدوء الأعصاب في أحرج الأوقات.
- لا تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم والإحباط واليأس والقنوط.
- التشاؤم علامة العجز، فنحن نصبح متشائمين عندما نشعر بعجزنا عن السيطرة .
- المتفائل شخص متهور يطعم دجاجته فضة حتى تبيض له ذهبًا، والمتشائم شخص قلق يرمي البيضة الذهبية لاعتقاده أن في داخلها قنبلة موقوتة.
- احتفظ بابتسامة جذابة على وجهك، حتى إذا لم تكن تشعر أنك تريد أن تبتسم فتظاهر بالابتسامة، حيث أنّ العقل الباطن لا يستطيع أن يفرّق بين الشيء الحقيقي والشيء غير الحقيقي، وعلى ذلك فمن الأفضل أن تقرر أن تبتسم باستمرار.
- التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله.
- الحياة بدون حب وتفاؤل لا تعتبر حياة.
- انشروا روح الأمل والتفاؤل بين الناس وعيشوا في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تُطمئنُ قلوبكم، وتبشركم بمستقبل واعد لهذه الأمة وإياكم والإحباط، فإن المحبَطين لا يُغيِّرون، واليائسين لا ينتصرون.
- التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز، لا شيء يمكن أن يتم دون الأمل والثقة.
- أنا متشائم بسبب الذكاء، ولكني متفائل بسبب العزيمة.
- في القلب حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله.
- سيكون يومك مشابهًا للتعبير المرتسم على وجهك سواء، كان ذلك ابتسمًا أو عبوسًا.
- المتشائم لا يرى من الحياة سوى ظلها.
- التشاؤم علامة العجز، فنحن نصبح متشائمين عندما نشعر بعجزنا عن السيطرة.
- إذا شعرت بالتشائم تأمل الوردة.
- هناك من يتذمر لأن للورد شوكًا، وهناك من يتفائل لأنّ فوق الشوك وردة.
- قضينا سنوات عديدة في التعليم، ومع ذلك لم يعلمنا أحد أن نحب أنفسنا.
- لا تحلو الحياة دون أصدقاء يشاركونك الجنون بعض الأحيان.
- عود لسانك على قول كل الأحاديث الجميلة، فلسانك هو المظهر الخارجي لقلبك.
- التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز، لا شيء يمكن أن يتم دون الأمل والثقة.
- يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة.
تعليقات الزوار ( 0 )