لقد كان الشيخ نحناح عجيبا في معاملة خصومه وأنصاره على حد سواء،كان لايهاجم خصومه،ولا يصارعهم لقد مايحاول إقناعهم وكسبهم إلى صفه،وكان يرى أن الصراع بين هيئتين لا يأت بالنتائج المرجوة،وفي حرصه على دعوة الآخرين قال أنا لا أطمع في إقناع رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق بفكرتب لكنني لو تمكنت من إقناع زوجته لفعلت ،فقد كان رحمه الله لايؤمن بالخصومة الفكرية ويحولها إلى خصومة شخصية ودعا بالمقابل إلى مايسميه الوئام الفكري،ومع ذلك لم يسلم من إيذاء معاصريه ومنافسيه،فقد أعلنت عليه أحزاب السلطة حربا عنيفةوسخرت في تنشيط حملتها وسائل الإعلام لتشويه صورة الرجل وقد فعلت ،لكن الرجل كان يقتفي خطوات محمد صلى الله عليه وسلم ومسيرة أبي بكر وعمر وعلي وعثمان ،حيث كان رحمه الله يصارع في مثل بيئة الحسين فمات مثلهم وحتى في وفاته تحدث عنه مخالفوه بحدة وهو الذي كان متسامحا حتى مع من عذبه وسجنه ودعا لهم بالحرم الشريف رأفة بهم.
من الطبيعي أن يختلف الناس مع وحول رجل استطاع أن يجمع حشدا ضخما من صفوة الناس ومن كل الشرائح في انضباط ملحوظ،فقد جمعهم حوله بسحر بيانه وجمال منطقه،ولهذا السبب كان لابد أن يصبح مثار حقد الحاقدين وحسد الحاسدين فصاروا من فرط ذلك يرمونه بالحجارة والبيض تارة والأحذية تارة أخرى ،وكان رحمه الله يرميهم بالحلوى والورود ويقول لأنصاره “قاتلوا الناس بالحب” ويردد شعارالامام المؤسس “نحن بالشجرة يرميها الناس بالحجر فترميهم بالثمر،لقد دأب رحمه الله على تكرار قول عيسى عليه السلام كلما سمع تصريحا جارحا ضده “كل ينفق مما عنده”بل كلف أحد الخطاطين ليكتبها إطارا علق في مدخل مكتبه رحمه الله.
ولعل شهادة الإعلامي احميدة عياشي في الشيخ بعد الوفاة هي خير شهادة من اعلامي كان يسمي الشيخ بالشيخ الباندي للتعبير عن يقظة وحذر ودهاء وذكاء الشيخ ،حيث كتب مقالته تحت عنوان غادر فراشك وانهض يانحناح ،حيث كان الشيخ آنذاك على فراش المرض،ومما قاله العياشي بجريدة اليوم آنذاك”حزنت كثيرا لمرضك،لم أعد اسمع صوتك،لم أعد اتلذذ بمشاهدتك على الركح السياسي وانت تلعب لعبة الكرة والفر بفن،هل تعبت وكرهت من هذا الجو السياسي الفاسد،لست ادري أيها الشيخ النكات إن كنت قرأت رواية الكاتب المصري _فساد الامكنة_ الجزائر اليوم هي الأخرى غارقةحتى النخاع في مستنقع فساد الأمكنة… ليقول : كنت اسميك في عمودي الشيخ الباندي ،لم تغضب مرة،بل كنت تقهقه وتعلق وأثمن حرية النقد والرأي لم يضق صدرك بسهامي الموجهة لسياستك،وكان ذلك يكبر من مكانتك في قلبي ايها الشيخ الذي يعرف كيف يكون صديقا حتى عند خصومه.
رحمة الله على شيخ يصنع ويوزع الابتسامات…. ويرسخ لبرنامج الامل في المستقبل بابتسامته العريضة الصادقة .
تعليقات الزوار ( 0 )