الشيخ نحناح رجل حرر نفسه من مغريات المجد الناقص ومفاتن النجاح المبتورة ومثل هذا التحرر عند البعض هو غاية البطولة،ولذلك لم يكن عجيبا أن يقضي الرجل على هذه الصورة العجيبة ،فكان فيها كشأنه دوما غير مسبوق،كيف لا وقد وصفه محرر وقارئ التقرير التلفزيوني في نشرة الثامنةعن وفاة الشيخ بأنه “طفرة في الحياة السياسية”.
ومن تميز وفاته رحمه الله أنه سار فيها كل انواع الطيف السياسي الجزائري لأول مرة وسميت إعلاميا ب”جنازة الكبار” وكتبت جريدة الشروق في صفحتها الأولى “عاش شيخا ودفن رئيسا”.
كما أن الشيخ الرئيس انتقل الى رحمة الله بعد سنة أو يزيد من المرض وكان ذلك رعاية من الله للحركة حيث سهل الله عملية الانتقال حيث تشكلت في حياته لجنة تحضير المؤتمر الثالث وقد توفي ودفن رحمه الله ومابقي عن انعقاد الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني الا نفس المدة التي يحددها القانون الأساسي ب15يوما لدراسة حالة الشغور كما أنه رحمه الله انتقل الى الرفيق الأعلى وما بقي عن انعقاد المؤتمر الثالث الا أياما معدودات يحددها القانون الأساسي ب 45يوما في حالة الوفاة أو الاستقالة، بالرغم من أن عملية الإنتقال كانت عسيرة وصعبة ولكن الاحتكام إلى النصوص القانونية والرضى بنتائجها حمى لحظة الإنتقال ليتجدد الحديث والتنافس بعد نهاية عهدة كاملة كان الجميع في مكتب واحد رغم اختلاف وجهات النظر.
جنازته رحمة الله كانت مهيبة من حيث الكم ومن حيث النوع ،حيث وردت إلى الحركة التعازي من كل ربوع العالم ومن مختلف الشخصيات في أغلب التيارات الفكرية والدينية عبرت عن تعدد وتنوع علاقات الشيخ الرئيس،حضرها الرسميون مدنيون وعسكريون ونصف ونصف وشعبيون وحتى خصوم الشيخ في حياته فحقيقة عاش شيخا ودفن رئيسا…
في التدوينة السادسة :
ترسيم القيم في بحر الأهواء
تعليقات الزوار ( 0 )