نحن ضد التطبيع مع الكـ.ـيان، وموقفنا مبدئي لا نحابي فيه أحدا ولا نخشى فيه لوم لائم، والقضية الفلسـ.طينية عندنا قضية مركزية نسندها وننصرها في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا، ولست أدري لماذا يعتقد المستلبون دينيا أو حضاريا أننا نسكت على تطبيع الدولة التركية مع الكـ.يان؟ لماذا نفعل ذلك؟
هل لأن هؤلاء المستلبين عمـ.ـلاء للصـ.هـ.ـا.ينة والدول الغربية، ويبيعون مواقفهم بسبب المال والمصالح، يعتقدون أننا نبيع تركيا مواقفنا من أجل مصالحنا. لو كنا نبيع أنفسنا وضمائرنا من أجل المصالح لبعناها لدولتنا فهي أولى بذلك من غيرها إن كنا نفعل.
نحن من ساهم بفاعلية مشهودة في تأسيس التنسيقية الوطنية لمناهضة التطـ.ـبيع بعد حادثة المصافحة المشؤومة وحين كان الرئيس السابق ينوي دعوة أنريكو ماسياس للجزائر. ونحن لا زلنا على هذا العهد لم نغير ولم نبدل، ولو أراد حكام الجزائر التوجه للتـ.ـطبيع (وهم لم يفعلوا ذلك مشكورين) لواجهناهم، فكيف نقبله من دولة أخرى.
فليفرق هؤلاء الذين سلبت عقولهم بين إعجابنا بما أنجزه أردوغان على مستوى تنمية بلده وإسعاد شعبه وتحويل تركيا إلى قوة إقليمية ذات سيادة تواجه الغرب والشرق بلا وجل، وبين موقفها المرفوض لدينا بأشد أنواع الرفض بخصوص سياستها التطبيعية. وما الفرق في تعبيرنا عن إعجابنا بتطور بلدان تعترف بالكـ.ـيان، كالفيتنام وجنوب إفريقيا، وبين إعجابنا بتركيا. صحيح نحن نفرح أكثر حينما يتطور ويتقدم بلد مسلم، ولكن هذا لن يغير موقفنا من التـ.ـطبيع.
في هذا اليوم الذي استقبل فيه الرئيس التركي رئيس الكـ.ـيان أشعر أنني أقرب إلى زملائي الأتراك الذين سقطوا أمامي جرحى حين كنا معا على سفينة مرمرة وهم اليوم في الشارع ينددون بزيارة رئيس الكـ.ـيان لأنقرة كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، وإلى كل المناضلين الأتراك الذين يعبرون عن رفضهم التطـ.ـبيع في بلدهم ألف تحية.
القضية الفلسـ.ـطينية عندنا قضية مبدئية، نناصرنا بالأفعال قبل الأقوال منذ شبابنا، فنحن من نظم المشاركة الجزائرية في أسطول الحرية وشاركنا فيها بأنفسنا وواجهنا مع أهلينا رصاص المحـ.ـتلين وحين أدخلونا سجونهم، ونحن من شارك ونظم عشرات حملات كسر الحصار، و آثارنا متجددة بحمد الله في غـ.زة والضـ.ـفة والقدس يعرفها ويشهد بها أهلنا في فلسـ.ـطين.
وإن كان هؤلاء المستلبون مبتهجين بصور استقبال أردوغان لرئيس الكـ.يان حتى يغطوا عوراتهم فهنيئا لهم واللوم على أردوغان الذي أعطاهم هذه الفرصة، ولكن ما بال رؤساهم فاشلين يستديمون التخـ.ـلف في بلدانهم وتراهم خاضعين للدول الغربية كالعبيد.
أردوغان جاء إلى الحكم وسفارة الكـ.يان قائمة منذ سبعين سنة من قبل العلمانيين الكماليين، وتمنينا لو غير المسار، وهو إذ لم يفعل يُدان في ذلك ولا يُقبل له أي تبرير، أما حكامكم فقد وجدوا دولا صنعها أبطال الحركات الوطنية العربية ثم جاء حكامكم بعدهم غيروا المسار وخانوا الأسس الدينية والقومية والإنسانية المتعلقة بفلسـ.ـطين التي قامت عليها دولهم.
د. عبد الرزاق مقري
رئيس حركة مجتمع السلم
تعليق