الرئيسية مقالات أ. عمار بن ثابت شمس لا بد أن تشرق .. رسالة الى شباب مجتمع السلم

شمس لا بد أن تشرق .. رسالة الى شباب مجتمع السلم

كتبه كتب في 3 سبتمبر 2015 - 11:54 م
مشاركة

اذا كان شروق الشمس مسألة وقت ، ونهضة الأمة مسألة وعي ، فقد أصبح البعيد قريبا بإذن الله ، ولا أقدر على تقريب ذلك إلا الشباب المتوثب الذهن النقي الفؤاد ، العامل لا الخامل ، ففي وطن أغلبه شباب لا يحتاج إلا الى توفر وعي مكافئ لتلك الكتلة الحرجة لتنطلق قاطرة النهوض الحضاري بإذن الله . ولذلك كان الحراك الشبابى داخل الأحزاب والمنظمات دلالة صحة وحيوية ثم إذا تجاوز الحزب المتاجرة باسم الشباب إلى تمكينه بعد تكوينه كان النجاح باذن الله . وما يميز تفكير الشباب يؤهله لهذا الدور ومن اهم ذلك على سبيل الذكر لا الحصر :

ـ أن الشباب يحلم بالأحلام العريضة الطويلة، ويمدون أبصارهم نحو الآفاق البعيدة؛ لأن اعتقادهم بطول المدة المتاحة لهم في هذه الحياة، يحملهم على التفكير والاستثمار في قضايا ومشروعات بعيدة الأمد وذات بعد إستراتيجي، وهو ما يجعلهم ينطلقون دون قيود لضعف الخبرة بظروف الحياة وقيودها.

ـ الشباب أكثر مواكبة للجديد وأقدر على التلاؤم معه، وهذا يجعلهم يعتقدون أن هناك معطيات جديدة و طبيعية ومألوفة، والاستجابة لها لا تحتاج إلى تفريغ الذهن من معطيات قديمة ومتقادمة؛ إذ لا قديم يذكر لدى الشباب ولهذا فإن الشباب يعملون وفق قاعدة (الجديد صحيح حتى يثبت خطؤه).

ـ ضعف الخبرة بظروف الحياة وقيودها يساعد الشباب على التفاؤل ويدفعهم دفعاً في انتظار مباهج الحياة ومسراتها. والمرح شيء طبيعي في النفس البشرية حين تسلم من الشعور بوطأة التكاليف وثقل الأعباء.

ـ شبابنا يرون اليوم بأم أعينهم الطفرات المتتابعة في مجال التقنية والاتصال والكماليات والمرهفات، وهذا يدعوهم إلى التفكير وفق المقولة (كم ترك السابق للاحق)، أما كبار السن فإن امتلاءهم من القديم وعدم تفتّحهم على الجديد.. يجعلهم يفكرون وفق المقولة الذائعة (ليس في الإمكان أبدع مما كان) ووفق مقولة (ما ترك الأول للآخر شيئاً)، وهذا يعبر عن التوجّس من الجديد، كما يعبر عن التعلّق بالقديم.(د/عبد الكريم بكار).

زيادة على أسباب أخرى عديدة لا يسع المجال لذكرها . ولعل حزبا بتقاليد ورصيد حركة مجتمع السلم على وعي بهذا الموضوع وإدراكا للحراك الشبابي الذي يعرفه الحزب كانت منظمة شباب مجتمع السلم كمنظمة شبابية سياسية تمثل الذراع الشبابي لها وتهدف في فلسفتها الى :

ـ تمكين الشباب من أداء أدوار سياسية ريادية والمساهمة في الإصلاح السياسي ـ مساهمة شباب الحركة في تطوير المنظومة الوطنية للنشاطات التي تهم الشباب (الرياضة، الترفيه، الشغل والسكن، الزواج، الدراسة، الإصلاح السياسي)

ـ تدريب الكفاءات الشبابية في الحركة على القيادة الجماهيرية والعمل السياسي ولعل اللافت في المشروع بحلته الجديدة نقاط جوهرية تتمثل أساسا في :

ـ كون المنظمة الشبابية تخصصت في المجال السياسي وهو ما يجعل قيادتها الشبابية في مواجهة التحديات وأمام المحك الأهم لإثبات الكفاءة والريادة وهو لا يعني بالضرورة التقليل من شأن المجالات الأخرى ، ذات الفكرة ستعرف مقاومة لدى بعض الشباب الذي ألف العمل الخيري والابتعاد عن الصراعات والاستحقاقات خاصة في زمن العزوف عن العمل السياسي ، وفي الميدان تصنع القيادات وتكشف المواهب.

ـ كون المنظمة غير مثقلة بالايديولوجيا تنطلق في عمق المجتمع الجزائري دون عقدة أو حواجز تتعاطى مع الشباب بمختلف توجهاتهم وأفكارهم دون قيد أو شرط في إطار القانون والأخلاق .

ـ كون المنظمة غير مثقلة بالهياكل التنظيمية وهو ما يسمح لها بالتحرك بأريحية كبيرة ، ولا بشروط كثيرة للانخراط مما يجعلها تتعاطى مع المجتمع كحزب حقيقي .

ـ تنطلق فلسفة المنظمة من ثلاثة محاور أساسية هي :التأهيل ، التأثير ، التفاعل من خلال مجموعة من الوسائل المتمثلة أساسا في الدورات التكوينية والندوات السياسية والاقتصادية والحملات التحسيسية والجوارية والاحتكاك المباشر بالمنظمات الشبابية والمؤسسات والمجتمع . وأخيرا نقول أن منظمة شمس هي فرصة الشباب للانطلاق الى الميادين بعيدا عن الاكتفاء بدور المتفرج حينا والناقد حينا آخر ، فما قيمة الشباب ان عاش في غيبوبة ، وانتظر أن تبتسم له الدنيا ، ما قيمته أن كان عبئا على الحياة ، أليس الشباب إلا سعة الآمال الى حد الكمال ورحم الله الشيخ الابراهيمي حين قال “أتمثله مترقرق البشر إذا حَدَث، متهلل الأسرة إذا حُدِث، مقصور اللسان عن اللغو، قصير الخطا عن المحارم، حتى إذا امتدت الأيدي إلى وطنه بالتخون، واستطاعت الألسنة على دينه بالزراية والتنقص، وتهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب والتزوير، وتسابق الغرباء إلى كرائمه باللص والتدمير، ثار وفار، وجاء بالبرق والرعد، والعاصفة والصاعقة، وملأ الدنيا فعالا، وكان منه ما يكون من الليث إذا ديس عرينه، أو وسم بالهون عرين ، فإذا انتظر الشباب أن ينظر اليهم غيرهم نظرة الرأفة فقد شاخت قلوبهم قبل أجسادهم ، واذا تجمعوا حلقا حلقا يبكون على الأطلال وينتقدون الوضع فقد ضاعت فرصتهم ، أما إذا انطلقوا لتحقيق أحلامهم فهم جيل العزيمة بحق ذلك أنه في قواميس الناجحين هاء الهزيمة تنطق عين فتصبح عزيمة والشمس لا بد لها أن تشرق .

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً