الرئيسية مقالات أ. فاروق أبوسراج الذهب الأصل الثالث :إشكالية مراجعة التراث السياسي الاسلامي : مالعمل ؟ (03)

الأصل الثالث :إشكالية مراجعة التراث السياسي الاسلامي : مالعمل ؟ (03)

كتبه كتب في 9 أكتوبر 2022 - 5:47 م
مشاركة

نتجدد معا … ننهض معا

شرح الأصول السياسية العشرون

الأصل الثالث:إشكالية مراجعة التراث السياسي الاسلامي : مالعمل ؟ (03)

سلطان يقترح طريق المراجعة للتراث وبن نبي يحدد شروط النهضة

بقلم: د. فاروق طيفور

وبعد أن استعرضنا منهجية التعامل مع التراث السياسي الإسلامي ومساءلته وإعادة ترتيبه بما يتيح للأجيال فهما واستيعابا واعيا لتراثهم الذي يحمل كنوز الاستئناف الحضاري والتدافع الفعال من اجل صناعة نهضة متجددة تستقبل عصر التجديد الذي سيكون بدون ريب على منهج النبوة كما بشر بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث عظيم مملوء بالبشائر والآمال ليس الأماني(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تعالى ،ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله لها أن تكون  ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكا عاضا ،فتكون مشاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله تعالى ،ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت …) الراوي : النعمان بن بشير،والمحدث الألباني ،المصدر هداية الرواة،إسناده حسن .

ولاختزال المسافة واختصار الدراسات واستثمار الأوقات والإفادة مما بحثه وصنفه وحضره لنا مفكرونا وعلماؤنا العاملون والمطلعون على عمق التراث الإسلامي ،ومن هؤلاء ماكتبه الدكتور  جاسم سلطان في كتابه التراث واشكالياته الكبرى ( وهو كتاب يصلح مدخلاً للناشئة والمبتدئين، في علم دراسة أزمة الأمة الذي آن الأوان لبنائه، فالكتاب صغير الحجم، سهل القراءة، يحمل همومًا وشجونًا لتجربة إنسان مسلم، عاش عمرًا داخل أكثر تنظيمات الإسلام السياسي انتشارًا وتأثيرًا في عالمنا العربي.) حيث صمم لنا طريق الخروج من أسر الواقع الراهن، وحل الإشكاليات التي أعاقت نهوضنا في الخطوات التالية:

أولاً: الغوص العميق جذور الأزمة التي قادت مجتمعاتنا إلى الوضعية الحضارية الحالية، فقضايا السطح مثل: فكرة الدولة المسلمة، وفكرة الخلافة، وفكرة الجزية، وفكرة الحرب المفتوحة على العالم وغيرها، هي مجرد مقولات السطح، التي تخفي تحتها قصة التراث، أو المنتج البشري الشارح للدين، الذي أصبح مع الوقت هو الدين في حياة الناس. (ص 23)

ثانيًا: ضرورة إعادة النظر في العوائق التي يحملها التراث لكل هذه الجموع الملتزمة به في رحلتها للتقدم (ص20)، فأمتنا في حاجة إلى زيارة جديدة التراث بعيون فاحصة، لمعرفة كيف أثر جزء منه سلبًا في حركة الأمة في الماضي، وكيف يؤثر اليوم فينا، لأن هذا الجزء المعيق يلامس التصور التاريخي، كما يلامس العقائد وأصول الفقه وعلوم الحديث وعلوم التزكية وعلم التفسير، وهي منطقة مشحونة بالعواطف وصعب الدخول إليها، لكن لا بد من الدخول لأن كل ما على السطح هو ابن ذلك العمق الدفين سواء بفهم أو سوء تأويل. (ص24-25)

ثالثًا: حل إشكالية العلوم الإسلامية: فالحالة الإسلامية اليوم التي تحاول أن تعبر بالدين إلى عصر جديد، وهي ليست لديها ترف أن تنتظر نضج الجهود لتوفير أداة أصولية صلبة قادرة على مواجهة ضخامة التحولات في هذا العصر، لكن عليها أن تعتمد على نوعية من الفقهاء الذين نضجت ملكتهم الفقهية الذاتية في إدراك العصر وإدراك فقه المآلات، ولو كانوا لا يمثلون التيار العام، حتى لا تظل أسيرة فقه الالتحاق. (ص118-129)

فما أنتجه البشر كأثر للنص من علوم وأدوات أو فقه وفهم، يحتاج إلى مراجعات، بعضها كبير ولكنه ضروري، حتى نستطيع أن نواصل التقدم، فوقع العصر مدو، وأدوات الفقيه المتاحة له في النظر محدودة، وإعداده لفهم العصر محدود، والإعاقة التي يسببها كل ذلك للفقيه ليست يسيرة، وهو الأمر الذي يحتم تجديد شروط المجتهد في هذا العصر. (ص118)

رابعًا: قراءة جديدة للتاريخ: تبحث في دفاتر الماضي عن جذور مشكل الحاضر في عمقها المعرفي الدفين في بيئتنا التراثية. (ص16-18)، وتقوم هذه القراءة على الأسس التالية:

ا- تفحص أسئلة تاريخنا الكبرى: من أين برز العجز عن بلورة القيم للواقع؟ ما هي الأسئلة التي طرحت نفسها في موضوع الدولة؟ ما هي الأسئلة التي طرحت نفسها في تحدي الاجتماع؟ ما هي الأسئلة التي طرحت نفسها في العلاقة بالعلم؟ (ص29)

ب- الكشف عن طبقات التاريخ، للغوص في جذور حالة عدم الفعالية: وكيف تراكمت عبر القرون لتشكل واقعنا المعاصر، باعتباره الطريق الوحيد لفك أسر الدين وأسر مجتمعاتنا من الركود، فالتقدم ابن الفاعلية، والفاعلية بنت تحرير التصورات ومنظومات الفكر. (ص 26)

ج- ضرورة التمييز بين الخط العام وبين الحالات الاستثنائية في التاريخ، وأن نتعرف على أثر الزمن في الدين والتدين، ودراسة التاريخ لاكتشاف أوجه القصور التي تقود الأمم إلى مصائرها، وندخل – بجرأة – إلى الجزء الذي يتم التعتيم عليه من صورة المشهد التاريخي، لنحدد جوانب القصور. (ص37-38)

د- قراءة تبدأ من التاريخ السياسي الضاغط على الوعي، إلى تاريخ نشأة العلوم ومناطق الانسداد فيها، فهناك تكمن أعماق الأزمة الفكرية التي قادت إلى تأزم عالم العلاقات الداخلي والخارجي، وقادت في النهاية إلى انهيار عالم المشاريع والبناء الخارجي الذي نجني ثماره اليوم. (ص 31-34)

خامسًا: حسن إعداد الدعاة لفهم العصر أولاً، ثم فهم الشريعة ككل، بدل فهمها مجزأة من دون نظرية تجمع متفرقاتها، ومن مزدوج فهم العصر وفهم الشريعة يولد عصر الإسلام القادم. (ص173)

سادسًا: العمق المعرفي والانتشار الثقافي عبر مؤسسات ونظم محصنة لا يكفي أن توجد عناوين أفكار من دون عمق معرفي، ولا يكفي أن يكون هناك عمق معرفي من دون انتشار ثقافي جماهيري، يجعلها جزءًا من تفكير الإنسان العادي وأشواقه، ولا يكفي أن تتحول إلى ثقافة منتشرة من دون أن يتم تبنيها كمبدأ يسير دولاب الحياة، ولا يعمل المبدأ إلا بإيجاد آليات ومؤسسات وإجراءات، ولا يستمر العمل بها إلا بنظام حماية من الاختراق والتلاعب. (ص 49)

والكتاب، في معية باحث خبير بالتراث، فكتب منبهًا على بعض مسببات تراجع حال الأمة، في ظلال ضياع فرصة الثورات العربية على أيدي كثيرين – في القلب منهم الإسلاميون – بسبب قراءتهم المجزأة للتاريخ، واستنادهم إلى مناهج مستوردة في التعامل مع الواقع.

نراجع التراث بوعي من أجل الاستئناف الحضاري:

إذا اتفقنا أن الحضارة الإسلامية اليوم تعاني من “حالة احتباس حضاري” كما قال أحد المختصين(ماهر الملاخ المغربي) ، فهل تسمح قوانين التاريخ بإمكانية النهوض من جديد؟ أم إن مشروع النهوض لا يعدو أن يكون مشروعًا طوباويًّا وحنينًا عاطفيًّا؟ وإذا كانت قوانين التاريخ والحضارة تسمح بإعادة النهوض، فهل تتوفر الأمة حاليًا على شروط “القابلية للاستنهاض”؟ وما هي تلك الشروط بالتحديد؟ وإذا كانت تتوفر على شروط النهوض، فكيف يمكن أن نحقق “شرط إطلاق الشرارة الفعلية لإضرامها”؟ وكيف يمكن تفعيل تلك الشروط لتؤدي إلى الانطلاق نحو مسار نهضوي جديد؟ وأخيرًا كيف نضمن الحد من تأثير المشاريع المعاكسة سلبًا على لحظة انطلاق المشروع؟

وبالرجوع إلى التاريخ، ومن خلال استقراء مسار اثنين وثلاثين تجربة حضارية كبرى، منذ حضارة السومريين بالألفية الرابعة قبل الميلاد، إلى انطلاق الحضارة الأوربية الليبرالية، نجد أن هناك أربعة مؤشرات إيجابية في هذا الصدد،  أوجزها ماهر الملاخ فيما يلي:

  • المؤشر الأول: أن الحضارة الصينية قد انتكست أربع مرات ثم استأنفت أربع مرات.
  • المؤشر الثاني: أن الحضارة الرومانية قد انتكست ثلاثًا ثم استأنفت ثلاثًا.
  • المؤشر الثالث: أن الحضارة الليبرالية الغربية الحالية، تشهد إمكانية إعادة النهوض بعد الانتكاسة الحضارية، كونها تعدّ نفسها مشروع “إعادة ميلاد” للحضارتين الرومانية واليونانية كلتيهما.
  • المؤشر الرابع: أن منطقة غرب آسيا (النواة الجغرافية للحضارة الإسلامية) قد شهدت عشر تجارب حضارية قائدة عبر التاريخ، ممثلة بذلك أعلى عدد من الحضارات المتوالية عبر التاريخ البشري، مما يدل على أن تلك المنطقة هي منطقة فارزة لأكبر عدد من شروط التحدي والاستجابة، بما يؤهلها لتوليد حضارات ناهضة أخرى.

وعندما نتحدث عن النهضة يلزمنا أن نتصور الثقافة من ناحيتين :
الثقافة التي تتصل بالماضي من تدهور و عادات و تقاليد و إطار خلقي و اجتماعي مليء بالسلبيات أو بتعبير مالك “عوامل قتّالة و رمم لا فائدة منها” فهذه يجب تصفيتها حتى يصفو الجو للعوامل الحية و الداعية إلى الحياة . هذه التصفية لا تأتي إلا بفكر جديد و هذا هو التصور الثاني للثقافة ، هذا التصور الذي يحطم ذلك الوضع الموروث عن فترة تدهور مجتمع أصبح يبحث عن وضع جديد ، هو وضع النهضة .

يقول الأستاذ وحيد أسامة احمد في قراءته لكتاب شروط النهضة للمفكر العبقري مالك بن نبي : أن الحضارة الإسلامية نفسها قامت  بهاتين العمليتين مرة واحدة و صدرت فيهما عن القرآن الكريم الذي نفي الأفكار الجاهلية البالية ، ثم رسم طريق الفكرة الإسلامية الصافية التي تخطط للمستقبل بطريقة إيجابية ، و هو ما يلزم اليوم للنهضة الإسلامية . هذا المعنى يلزمنا أن نحدد محتوى الثقافة بعناصر جوهرية و هي :

  • الدستور الأخلاقي .
  • الدستور الجمالي.
  • المنطق العملي.
  • الصناعة (بتعبير ابن خلدون)

ولشرح المسيرة نستعرض معكم من خلال تصميم صممه الأستاذ وحيد أسامة احمد يوضح فيه علاقة المسلم بالفكرة الإسلامية التي يحملها ويصعد معها .

هذا الرسم يوضح علاقة المسلم بالفكرة الإسلامية التي يحملها و يصعد معها ، منطَلِقاً حضارياً من فطرته مع بدء الدعوة ، و يعلو مع تنزل الوحي و هدى النبوة ، و يسمو بهما على عقله و غريزته ،فمنعت بلالاً من أن يصرخ من الألم بل جعلته يقول : أحد أحد !. و انصهر المجتمع داخل هذه الفكرة و تفاعل معها،ونشأت مشكلات اجتماعية تعامل معها الوحي و هكذا سارت الحضارة الإسلامية متتبعة أثر النبوة في عهد الخلفاء الراشدين .ففي موقعة صفين سلكت الحضارة الإسلامية منعطفاً جديداً هو منعطف العقل ، حيث بدأت الروح تقل أمام العقل و الغرائز. سارت الحضارة الإسلامية يقودها العقل بشكل كبير قبل أن تبدأ عملية الأفول عندما تفلتت الغرائز متغلبة على العقل ، و أصبحت الفكرة الدينية عاجزة عن القيام بمهمتها في مجتمع منحل قد دخل نهائياً في ليل التاريخ. و هنا تصبح العلوم التي أثمرت عنها الحضارة مجرد علوم ينتفع بها أصحابها على حساب الجهل المستشري حضارياً.

نلاحظ – من الرسم أعلاه – أننا أمام طرفين يعبران عن بداية الحضارة و نهايتها : الإنسان الفطري ( الطبيعي ) المهيأ تماماً لبداية حضارة ، و الإنسان المتفسخ حضارياً الذي لم يعد قابلاً لأي إنجاز حضاري إلا إذا تخلى هو نفسه عن جذوره ( المتفسخة ) و البدء من جديد .

يتضح من عرض الدورة الحضارية دور و أثر الفكرة الدينية ( الروح ) علواً و انخفاضاً في صعود و هبوط منحنى الأمة الحضاري . لكن دور الفكرة الدينية لا ينتهي عند هذا الحد ، فالمجتمع في سيره الحضاري لا يمكنه مجابهة الصعوبات و التحديات ما لم يكن على بصيرة من هدف وجوده و هو “الدار الآخرة”  ، إن قوة هذا الهدف في المجتمع المسلم يمنح الحضارة الإسلامية قوةً و استقراراً .

كما أننا يجب أن نستثمر في الإنسان لننقذه من مرحلة مابعد الموحدين التي أخرجته من محضن الحضارة والتحضر ووضعته في مربع التيه والحيرة والتبعية والاغتراب ،في أحداث محزنة بدأت بطرد ابن رشد من مسجد قرطبة ونفيه إلى قرية الليسانة اليهودية ،وبعد عشرين عاما هدمت الدولة الموحدية بجنب مدينة ثيوداد رويال في الأندلس في معركة العقاب في أفضع عقاب وبعدها سقطت الحواضر الأندلسية وتناثرت كتناثر العبرات ودخلنا ظلمة التاريخ ومع فجر اليوم الموالي ولد إنسان مابعد الحضارة كما في نفايات الطاقة بعد استهلاكها ،وهو إنسان كما قال الدكتور خالص جلبي يتقن التمثيل ويؤدي كل الأدوار بدءا من الصعلوك إلى الإمبراطور ،ويمكن أن يأخذ صورة “قلم” يوقع كلمة نعم في كل انتخاب ،كما يمكن أن يكون “بوقا”مرددا ما يطلب منه من شعارات ،أو “بندقية”تقم بحملات وطوابير الإعدام حسب الأوامر ،أو يمثل دور “سيارة”جاهزة للقيادة لمن يحكم قبضته على مقودها ولو كان لصا يخطفها فمتى اعترضت سيارة على هوية السائق.

هي ظاهرة نعيش أطوارها كل يوم في عالم التفاهة الذي نعاصره ، وهو ما يعكس واقع مؤلم لإنسان مابعد الموحدين الذي ينبغي إخراجه من هذا الوضع إلى وضع جديد بقيم وثقافة ونموذج معرفي جديد يمثل بحق مقربتنا الحضارية الأصيلة التي تعد جسر الاستئناف الحضاري ،حيث تروي لنا السيرة والتاريخ واقعتين على التشكل الصحي للمجتمع أو الانحراف المرضي المهلك والمؤجل لأي محاولة للاستئناف ،فأما الأول فهو موقف احد الصحابة في معركة أحد وهو يفارق الحياة قائلا :لا عذر لكم أن خلص إلى رسول الله وفيكم عين تطرف ،وأما الثاني فهو عقيل بن أبي طالب وهو يواجه مصادرة الحياة الراشدية على يد البيت الأموي (أن صلاتي خلف علي أقوم لديني وإن معاشي مع معاوية أقوم لحياتي) ،فالسيرة تنقل لنا هنا مأساة انفكاك الضمير عن الواقع كما يقول خالص جلبي ،في الوقت الذي كان علي بن أبي طالب نموذجا يندمج فيه الضمير مع المثل الأعلى والحياة (أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ).

فالمجتمع يمكن أن يحدد بين الصحة والمرض بمؤشرين : إنتاج النموذج الإنساني والكمية الحرجة من هذه الكتلة ،مثل اندلاع الثورات والموجات التغييرية الدورية فعندما تصل  المجتمعات إلى الوضع الحرج بين سوء الأوضاع من جهة والوعي الجماهيري المتزايد يحدث الالتحام العفوي .

فإنسان مابعد الموحدين مستعد إلى أن يهدم الكعبة إذا أمر بذلك أو يسجن ويعذب عالم وعارف بالله ولربما يفعلها وهو يبكي خاشعا لله ،فالسقوط محتم لكل الأشياء باتجاه الأسفل أما الصعود فيحتاج إلى طاقة تبذل وتبرمج ليكون الصعود منسجم مع رؤية الاستئناف .وهي الطاقة التي تنتج لنا إنسان محرر الإرادة وليس عصا للضرب بكل يد أو طبلا جاهزا بكل الأنغام والرقصات أو مسدسا جاهز الزناد  لإعدام أي شخص ولو كان واله أو والدته أو أستاذه.لذلك فان معرفة إنسان الحضارة اشق كثيرا من صنع محرك أو ترويض قرد على استخدام ربطة العنق .

 

تعليق