بمناسبة انعقاد الدورة 31 للجامعة العربية بالجزائر يومي 01, 02 نوفمبر 2022م، وبمناسبة الفاتح من نوفمبر، الذكرى 68 لاندلاع الثورة التحريرية الخالدة، وتقديرًا للدور التاريخي لأشقائنا العرب فيها، وتحملاً للمسؤولية الوطنية والقومية فإنَّ حركة مجتمع السِّلم تسجِّل بهذه المناسبات المواقف التالية:
أولا_ التأكيد على اعتبار بيان أول نوفمبر أهمَّ وثيقةٍ تاريخيةٍ، ومرجعيةٍ وطنيةٍ موحَّدة في تحديد هوية وطبيعة الدولة الجزائرية الحديثة، بما تضمنه من الهدف الداخلي للثورة بإقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة في إطار المبادئ الإسلامية، والهدف الخارجي بتحقيق وحدة شمال إفريقيا ضمن إطارها الطبيعي العربي الإسلامي.
وهي الأهداف التي لا زالت الحركة تناضل من أجلها على المستوى الوطني والقومي، بما يتناسب مع الدور المحوري المنوط بالجزائر إقليميًّا ودوليًّا.
ثانيا_ تثمِّن الحركة عاليًّا الدور الكبير الذي تقوم به الجزائر في سبيل إنجاح القمة العربية _رغم حملات التشويش والتشويه التي تتعرَّض لها_ والتحضير الجيِّد لها من حيث الشَّكل (التحضير اللوجيستي)، ومن حيث المضمون (المحتوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي)، وعلى رأسها: تحقيق لمِّ الشمل العربي، والمصالحة والوحدة الفلسطينية، والتطلع إلى رؤيةٍ عربية موحَّدة، وإلى عملٍ عربيٍّ مشترك، ضمن حتمية إعادة تشكيل نظامٍ دوليٍّ جديد، وعالمٍ متعدِّد الأقطاب.
ثالثا_ وضمن تحمُّل الحركة لمسؤوليتها القومية فقد تقدَّمت بين يدي انعقاد هذه القمة العربية بمذكرةٍ كتابيةٍ إلى السادة الملوك والأمراء والرؤساء، تضمنت رؤيتها في إنجاح القمة العربية، وفي إصلاح الجامعة العربية، وفي آفاقها المستقبلية، وضرورة التمسك بها كإطار جامع وفضاءٍ مركزي بين الأمم، يمكن تحقيق أهدافه وفق المواثيق النظرية المنصوص عليها لصالح الدول العربية وشعوبها.
رابعا_ تأمل الحركة من القادة العرب اغتنام هذه الفرصة التاريخية من أجل:
_ اتخاذ القرارات، وضبط الخيارات، وتحقيق الأهداف، وتنفيذ التوصيات، بما يخدم الدول العربية وشعوبها.
_ الإصلاح الفكري والهيكلي للجامعة العربية، بما يؤهلها أن تكون تكتلاً مهمًّا وفاعلاً في الساحة الإقليمية والدولية.
_ تحقيق الرؤية السِّياسية الموحَّدة، والدفاع العربي المشترك، والاندماج الاقتصادي والثقافي، وتوحيد الأمن القومي العربي الذي لا يتجزَّأ.
_ السيادة الكاملة والصلاحيات الملزمة للجامعة العربية ولجميع مؤسساتها في حلِّ الأزمات والخلافات العربية، بعيدًا عن الارتهان إلى أيِّ جهةٍ أجنبية، وعدم السماح لأيِّ تدخُّلٍ أو اعتداءٍ أجنبي على أي دولة عربية.
_ ضبط الموقف الموحَّد من القضية الفلسطينية المركزية، كقضيةٍ قومية وعقائدية، وتجريم كلِّ صور وأشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، واعتباره العدو الحقيقي، والخطر الفعلي للأمة العربية.
_ فتح الحوار والعلاقات الطبيعية مع مكوِّنات الأمة الإسلامية، وعلى رأسها: إيران وتركيا، من أجل التكامل لا من أجل التنافس والصراع، ضمن رؤيةٍ حضاريةٍ من أجل الاستئناف الحضاري للأمة الإسلامية من جديد.
رئيس الحركة
الدكتور عبد الرزاق مقري
تعليق