نحو آفاق جديدة

كتبه كتب في 31 مارس 2023 - 3:25 م

بقلم رئيس الحركة: أ. عبد العالي حساني شريف

تاريخ حركة مجتمع السلم في عمومه مشرق بالفصول والأحداث والمحطات التي سجلت علامات التميز في المواقف والأداء والممارسة السياسية والحزبية في الجزائر وخاصة في المنعطفات الكبرى منها منذ التأسيس الأول على عهد الشيخ المؤسس محفوظ نحناح رحمه الله ومن رافقه من المؤسسين الأولين إلى المراحل المتعاقبة من بعده …
ويعتبر المؤتمر الثامن من ضمن المحطات المضيئة في تاريخ الحركة من خلال ما سجل فيه من صور جمالية في التنظيم والتسيير والاحتفاء الخارجي والداخلي بنتائجه ومخرجاته وتفاصيله في الافتتاح والاختتام وقد ساهم في ذلك جميع أبناء الحركة من المؤتمرين وكذا المسؤولين في مختلف الهيئات والجهات المعنية بذلك.
ولعل شعار المؤتمر المتميز “آفاق جديدة… جزائر منشودة” يشكل أهم المخرجات الحاكمة لمرحلة ما بعد المؤتمر على اعتبار ما يتضمنه هذا الشعار من توجه فكري وسياسي حاكم يؤسس للخطط والبرامج التجديدية التي ستنبثق عن التوجهات الكبرى المصادق عليها من قبل المؤتمرين في الوثائق الدستورية للحركة “القانون الأساسي..البرنامج السياسي” ويتجسد عمق هذا الشعار أكثر في الأهداف الاستراتيجية للمرحلة المقبلة.
والتفصيل في فلسفة الشعار يؤكد عمق مدلولاته ومضمونه انطلاقا من الجزائر المنشودة التي ينشدها عموم الوطنيين المخلصين الصادقين من أبناء الوطن.
وانتقاء عبارة “جزائر منشودة ” يتصل بالوفاء لمنهج المؤسس الأول باعتباره أول من أطلق العبارة في مؤلفه الوحيد وهي أيضا التزام بعهد الشهداء والمجاهدين الذين خطوا بيان أول نوفمبر الذي لخص ملامح الجزائر المنشودة بأنها دولة ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية تحترم الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني وتعمل على تحقيق وحدة شمال افريقيا ضمن إطارها الطبيعي العربي والإسلامي.
إننا نعتقد أن تحقيق هذا الطموح الذي يراهن عليه القدر الواسع من الجزائريين دونه إكراهات ومعه آفاق، قدّرنا في حركة مجتمع السلم أن نبحث فيما تجدد منها لنعمل من خلالها في ما هو قادم نوجزها فيما هو آت:
1- الانخراط في مشروع الأمة المرتبط بالاستنهاض الحضاري واستعادة دورها بين الأمم بتعميق الفهم وترسيخ القيم ونشر الوعي واستغلال الفرصة العالمية المواتية.
2- التوجه نحو آفاق سياسية تعمل على ترقية الممارسة الحزبية والانحياز للحريات السياسية والدفاع عن الحريات الإعلامية بما يتيح للأحزاب التنافس من خلال البرامج والبدائل وتطوير السياسات واستقطاب المواطنين نحو التوجهات واختيار البدائل وفتح الأفق السياسي .
3- الدفع نحو آفاق اقتصادية مرتكزة على رؤية بديلة ومتكاملة ترتكز على تثمين كل الثروات واستغلال الطاقات وبناء المؤسسات المنتجة وتحرير الاستثمار والتوجه نحو اقتصاد المعرفة وتثبيت الصيرفة الإسلامية في المعاملات المالية بعيدا عن كل المعاملات الربوية التي دمرت المالية العالمية واعتماد المعاملات الرقمية والإلكترونية .
4- النضال من أجل آفاق إجتماعية تحقق الرخاء وتحافظ على الأسرة وتحمي القدرة الشرائية وترفع من معدل الدخل القومي للمواطن وتسيج المجتمع من كل الآفات الاجتماعية وبخاصة التي تفكك النسيج الاجتماعي المنسجم.
5- الدعوة إلى آفاق جديدة في إدارة السياسة الخارجية وفق مبادئ دبلوماسية تحقق مصلحة الجزائر من خلال حسن التموقع في الساحة الدولية واستثمار المحاور الجديدة في تحرير العلاقات الدبلوماسية بقاعدة ” رابح رابح ” مع الحرص علي تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة المخاطر الدولية والإقليمية والأزمات المهددة لكيان الدول وحقوق الشعوب .
ومقابل ذلك ستضع الحركة في خططها وبرامجها آفاق جديدة تؤهلها للمساهمة في تحقيق طموح الجزائر المنشودة من خلال:
1- العمل على تجسيد مقاربة سياسية متميزة وفاعلة تجعل الحركة محورية في العملية السياسة الوطنية لتقديم البديل في إدارة الحكم الراشد ودفع التنمية ودعم ومرافقة العمل البرلماني والنيابي والانتخابي محليا ووطنيا.
2- إستمرار مسار التطوير التنظيمي والإداري واستكمال مسار الرقمنة في الحركة .
3- تكريس وتثبيت مسارات التخصص الوظيفي وتعميق تجربته وتثمينها
4- التمكين للمرأة والشباب والطلبة بما يعزز أدوراهم المستقبلية ويثمن إسهاماتهم ويسهل اندماجهم.
5- العمل والاستمرار في دعم القضية الفلسطينية محليا ودوليا ، بما يبقي الحركة وفية لمنهجها ومبادئها ورسالتها التي تأسست عليها.
إن هذه الأهداف لن تتجسد إلا بالمحافظة على رصيد الحركة ومشروعها وكل أبنائها وقياداتها حيثما وجدوا في أجواء الاخوة والتضامن والمحبة والمسؤولية الجماعية اتجاه المشروع الاستراتيجي.
سنعمل مع الجميع وفق قواعد الاجماع حول مبادئ الحركة وقيمها والتوافق على المواقف المفصلية الكبرى والانسجام المستوعب في تنفيذ الخطط والبرامج وشعارنا في ذلك أن الحركة وعاء من لا وعاء له ومحضن من لا محضن له، وعنواننا الحركة وقف للأمة وملك للجزائرين يتعايش فيها جميع أبنائها ويعمل ضمن أطرها كل مناضليها ويحمي رمزيتها كل افرادها.
وستظل الحركة تمارس دورها ضمن مسارها السياسي ورسالتها ونهجها الذي اختارته وأجمع عليه كل المؤتمرون في خدمة الوطن من موقعها كحزب رسالي منفتح ومتعاون مع الجميع منحاز لكل ما يحقق الأمن والاستقرار والمصلحة الوطنية للبلد فالجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع ويحميها الجميع مصداقا لقوله تعالى:

((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ )) [آل عمران : 110]

((وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ و َرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) [التوبة : 105]

 

تعليق