انطلقت فعاليات اليوم الثاني للجامعة الصيفية بمحاضرة للشيخ عبد الرحمن سعيدي معنونة ب “التحديات والرهانات الثقافية للجزائر” ، تحدّث فيها الشيخ عن التحديات التي تواجه الواقع الثقافي الجزائري وهي “العولمة” التي تهدد الموروث الثقافي والأصالة المجتمعية، وسِمات الفرد الجزائري المحافظ، كما أشار إلى خطورة الغزو الثقافي الذي يهدف إلى نسف قيم المجتمع من خلال تسليع المرأة ودعاوي تحريرها وابعادها عن دورها الرئيسي وبالتالي تفكيك الأسر وذكر تأثير الإعلام الحديث ووسائل التواصل على ثقافة الأفراد وخاصة الشباب، وكذا هيمنة الثقافة الغالبة سياسيا وتداعيتها على المستوى الثقافي وعن سطورة الامبريالية الغربية والعلمانية على المجتمعات والأفراد.
تلى هذا محاضرة للدكتور عبد القادر سماري حول “الرهانات والتحديات الإقتصادية المحيطة بالجزائر والأمة والواقع والبدائل”ذكر فيها أنّ صياغة المنظومة المالية العالمية تمت في غياب المسلمين، وأنّ الاحتياطات الغربية تتصرف حتى في المنظومة المالية الإسلامية وتغيير هذا الواقع الاقتصادي متعلق بنا جميعا.
عقبه محاضرة للشيخ أبو جرة السلطاني حول “الرهانات والتحديات الاجتماعية المحيطة بالجزائر والأمة، الواقع والبدائل” أشار فيها إلى أن الرهان لدى المصلحين قد كان قبل عقود حول بناء الفرد المسلم، ثم تطلعوا لتأسيس البيت المسلم ثم خوض غمار التحدّي في بناء الجماعة المسلمة حتى انتشرت الفكرة الإسلامية، وصولا إلى اليوم حيث يتم تدارس فقه الدولة والسعي لإيصال الفكرة إلى السلطة، تحدّث بعدها عن الآفات الاجتماعية التي نتجت عن تركيز المواطن على ما سماه مالك بن نبي بعالم الأشياء وطغيان المادية والفردانية، وختم بوصية الشيخ محفوظ نحناح بضرورة التوجه إلى المشرق في تعزيز العلاقات وبناء جسور التعاون على البر والتقوى.