سؤال شفوي للوزير الأول حول عجز الجزائر عن تجريم الاستدمار الفرنسي

كتبه كتب في 30 أبريل 2015 - 3:40 ص

النائب: سميرة ضوايفية
الدائرة الانتخابية تبسة                                                                         الجزائر في 27/04/2015

السيد المحترم معالي الوزير الأول

الموضوع:  سؤال شفوي بخصوص الاعتراف بجرائم الاستدمار الفرنسي
–    بناء على أحكام الدستور.
–    بناء على القانون العضوي رقم 99/02 الذي يحدد و ينظم المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وعملها وكذا العلاقات الوظيفية بينها وبين الحكومة.
–    بناء على النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني لاسيما المادة 68 منه.
في كل سنة وعبر كامل المحطات الكبرى لتاريخنا المجيد تتجدد ذكريات شعبنا الجزائري الأبي الذي خاض أكبر ثورة في التاريخ الحديث ضد أبشع استدمار استيطاني ، سجل فيه هويته الراسخة الضاربة في عمق التاريخ بدماء الشهداء ومآسي النساء والرجال الذين لن تنسى البشرية قاطبة الجرائم الرهيبة التي تعرضوا لها من قتل وتشريد وانتهاكات وتفقير وتجويع وتجهيل وتهجير جماعي ، وبأبشع الطرق التي يندى لها جبين البشرية من الذبح والحرق والرمي بالرصاص إلى الاخضاع للتجارب النووية في صحراء الوطن الغالي.
هذه التضحيات الجسام طيلة قرن وثلت القرن سطرت بكل وضوح ملامح الشخصية الوطنية وأعطت للوطنية معاني جديدة لا يعرفها إلا الانسان الجزائري ، تجلت في تضحيات جسام لا يزال شعبنا يعاني تداعياتها حتى اليوم ، وما ضحايا الألغام و التجارب النوية إلا أحد الأمثلة الحية عن ذلك .
إن الزخم الثوري النابع من عمق تمسك الجزائريين بوطنهم والإصرار على استرجاعه مهما كلفهم الثمن ليس حدثا عابرا ، بل هو محطات تتجدد عندها آلام الذاكرة الوطنية ، الرافضة للهيمنة الاستدمارية ، وتشعرها بالحرقة من هول الدمار الذي لحق بشعبنا الأبي .
وإن كانت الدول تبني علاقاتها على أساس الندية والاحترام المتبادل ، وإن سلمنا جدلا أن فرنسا اليوم ليست هي فرنسا الاستدمارية ، رغم الدعاوى التي تظهر بين الفينة والأخرى داخل الساحة الفرنسية تجاه الجزائر والجزائريين ، وبما يمس بالمشاعر الوطنية للجزائريين، خاصة مع يقينهم أن فرنسا هي أكثر الدول ارتباطا باقتصادنا واستفادة منه ، فإنه من أبسط قواعد الاعتزاز بالهوية الوطنية ومكتسبات الجزائر ، هو اعتراف فرنسا بجرائمها تجاه الجزائريين هذه الجرائم التي دونها التاريخ بكل موضوعية ولا مجال لإنكارها مطلقا ، فضلا عن اعادتها لكل أرشيف الجزائر الذي أخذته عنوة أيام هيمنتها الاستدمارية حتى تطوى صفحة الماضي على أسس من العدالة والاستحقاق وعليه :
فإننا نطلب منكم توضيح أسباب عدم السعي لمطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها في الجزائر، والاعتذار عنها وتعويض ضحاياها مرفوقا بأسباب عدم مطالبتها باستعادة تاريخنا عبر الأرشيف الجزائري الذي تم الاستلاء عليه بمناسبة الاستدمار الفرنسي .
في إنتظار ردكم تقبلوا منا معالي الوزير فائق التقدير والاحترام.

النائب:سميرة ضوايفية

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً