حركة مجتمع السلم

اتفاقية الدفاع السعودي الباكستاني

🔴منذ الهجوم على قطر، أخذت ارتدادات الضربة مداها في الشرق الأوسط والخليج العربي، وبدأت الدول تسابق الزمن لتنويع اتفاقيات الأمن والدفاع والردع ، فقد أصبح واضحا أنه لا استثناء مع الكيان الصهيوني، وأن الجميع بات تحت مرمى النيران والاستهداف في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، أمام هذا المشهد اتجهت معظم الدول نحو البحث عن الخلاص القومي بدل الشراكة والتعاون لضمان المصالح الجماعية والدفاع عن السيادة في مواجهة الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.

✅قطر بدت كأنها أخطأت رهان اللحظة وأضاعت الفرصة حين عادت مجددا إلى المظلة الأمريكية طمعا في الحماية، فبعد القمة الطارئة سارعت إلى تجديد عقد التعاون الأمني مع واشنطن بدل استثمار الفرصة لتفعيل اتفاقيات دفاع مشترك مع شركائها الإقليميين مثل تركيا وإيران وباكستان. في المقابل، أحسنت السعودية قراءة الظرف وأدركت خطورة التصعيد الإسرائيلي، فاختارت التحرك سريعا نحو باكستان وأبرمت معها اتفاقا استراتيجيا، واضعة نفسها إلى جانب قوة نووية إسلامية توازن بها معادلة الردع في المنطقة، أما الإمارات فاتجهت نحو الهند لعقد اتفاقية دفاع مستقبلية ما تزال قيد التحضير، وهو ما يعكس حجم التباين والتناقض الخليجي أحيانا في الرؤى والمقاربات وتقدير المصلحة المشتركة لدول الخليج.

✅🔴لكن يبقى السؤال: هل تستطيع السعودية ومعها بقية الدول العربية تجاوز الخطوط الحمراء الأمريكية في مجال الدفاع والتسليح لمواجهة التهديد الإسرائيلي؟

وضعت الولايات المتحدة منذ عقود خطوطا حمراء صارمة لا تسمح لأي دولة عربية بتجاوزها في الشرق الأوسط:

🔴🔻#الخط_الأحمر_الأول: منع أي دولة من امتلاك مقاتلات من الجيل الخامس، سواء كانت أمريكية أو روسية أو صينية الصنع، لضمان تفوق إسرائيل الجوي، وحتى أقرب الحلفاء مثل السعودية والإمارات لم يُسمح لهم إلا بالحصول على مقاتلات من الجيل الرابع المعزز 4.5، تركيا نفسها أُخرجت من مشروع تصنيع F-35 عام 2019 بسبب شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي S-400، أما مصر فواجهت ضغوطا أمريكية شديدة أوقفت صفقة مقاتلات سوخوي 35 مع روسيا، بل حتى مساعيها لشراء المقاتلة الصينية J-10C لم تلق القبول الأمريكي، وكل ذلك حفاظا على تفوق إسرائيل، وبالمقابل أعطت الضوء الأخضر لاسرائيل لضرب كل منظومات الدفاع الجوي في المنطقة بلا هوادة آخرها المنظومة الايرانية حتى يبقى الشرق الأوسط عاريا مستباحا أمام سلاح الجو الاسرائلي النازي.

🔴🔻#الخط_الأحمر_الثاني: منع أي دولة عربية في الشرق الأوسط من امتلاك السلاح النووي، فقد قصفت إسرائيل البرنامج النووي العراقي عام 1981، وأُجبرت ليبيا على تفكيك برنامجها عام 2003، كما استُهدف المشروع النووي السوري عام 2007، واليوم لا تدخر إسرائيل جهدا لإجهاض البرنامج النووي الإيراني وضربه بالتعاون مع أمريكا ، والرسالة واضحة: لا مكان لسلاح نووي عربي أو إسلامي في المنطقة بما قد يهدد أمن اسرائيل .

✅الخلاصة

⬅️1- توجه السعودية نحو الشرق يعكس تحولا جذريا في رؤية المملكة للتفاعلات الاقليمية وتهديدات الكيان وتحولا في العقيدة الأمنية، بضرورة تعدد الشراكات الاستراتيجية الأمنية بعد الغدر الذي تعرضت له قطر، وتجاوز الإرادة الأمريكية التي ترفض منح السعودية امتلاك سلاح جو متقدم من الجيل الخامس أو السماح بانشاء برنامج نووي، رأت الرياض أن التحالف مع قوة نووية مثل باكستان هو الخيار الأصوب حاليا، رغم ما ستواجهه من تضييق وابتزاز أمريكي ( بدء باعلان ترامب استعادة قاعدة عسكرية في افغانستان

يرجح عند خبراء أنها لتضييق الخناق عن باكستان ).

بعد قمة قطر الطارئة تبين أن هناك اخطاء استراتيجية ارتكبت في

تقدير الموقف :

⬅️2- الخطأ الاستراتيجي الأول : هو فشل المنظومة العربية والاسلامية في توحيد الكلمة ورص الصف ومواجهة الكيان الصهيوني بشكل جماعي ، من خلال بناء منظومة ردع جماعية في مواجهة الكيان، وعوض ذلك ، لجوء كل دولة إلى خيارات منفردة وفق حسابات مصلحتها القومية الضيقة.

⬅️3- الخطأ الاستراتيجي الثاني يتمثل في عدم الضغط لوقف الحرب على غزة، فسقوط غزة لاقدر الله يعني سقوط الجميع، فهي الحصن الأخير الذي يخنق عقال اسرائيل وجنونها ، ويحفظ توازن الردع ويشكل مقبرة المشروع الصهيوني ، وغياب هذا الإدراك سيجعل العرب يكتشفون متأخرين أن الحرب لم تكن ضد غزة وحدها، بل ضدهم جميعا، وأن فقدانها هو فقدان لمبرر وجودهم جميعا.

✍️بقلم : بن حمدة عبد المنعم. الأمين الوطني للإعلام والاتصال