الرئيسية مقالات أ. فاروق أبوسراج الذهب تجدد معا.. ننهض معا (04) رهان تكوين قيادات التحرير الفكري

تجدد معا.. ننهض معا (04) رهان تكوين قيادات التحرير الفكري

كتبه كتب في 1 مايو 2022 - 11:40 ص
مشاركة
عضو المكتب التنفيذي الوطني د. فاروق طيفور يكتب: نتجدد معا.. ننهض معا (04)
رهان تكوين قيادات التحرير الفكري
إن حالة الانتظار والتوقف التي تميز حالتنا الراهنة أصبحت سببا رئيسيا في انحباس الرؤية والمجال والمسؤولية تقع على تلك النخب التي مارست العمل السياسي والفكري طيلة ستين سنة على الأقل اتحدث هنا عن الجزائر (ثلاثون سنة في زمن السرية وثلاثون أخرى في زمن التعددية) وهو مايعني تسليم الرسالة الحضارية من جيل إلى جيل ومايزيد في حجم المسؤولية الحضارية هو حالة الضعف الثقافي والفكري في إدراك الجيل الجديد لعمق الفكرة والرسالة واكتفائه بمناقشات القشور وتلاسنات الشرفات الإلكترونية ..وهو مايطرح سؤالا مركزيا ومركبا يتعلق بقدرة الجيل الجديد على صناعة الفرق والانجاز والتميز الحضاري وامتلاكه للامكان والإرادة الحضارية على التجديد والنهضة واستلام رسالة الاستئناف الحضاري للأمة. هذا الجيل الذي عليه ان يعتبر من نصيحة المفكر حامد ربيع عندما قال :” أن المحنة التي تمر بها أمتنا ليست محنة جيل واحد، ومشددًا على أهمية أن تعي الأجيال الجديدة أن الآباء بذلوا جهودهم للنهوض بالأمة، وأنهم أصابوا وأخطؤوا، ودور الأجيال الجديدة أن تتعلم من الأخطاء، وأن تبني ممارساتها الجديدة على هدي من العلم والإيمان والثقة بالذات الحضارية والاعتقاد في رسالة أمتنا ووظيفتها الحضارية. ودعاه الى خوض المعارك القادمة بقوله “أن هناك معارك كثيرة على الأمة أن تخوضها لتحقق نهضتها وتبدأ في بنائها الجديد، ومسؤولية قيادة هذه المعارك تقع على عاتق الرجال الذين يجب أن يحملوا إيمانهم وعلمهم ويشقوا طريقهم وسط جماهير الأمة، يعلمونهم تقاليدهم وقيمهم وتراثهم، مكونين جيش التحرير الفكري الذي من عنده تبدأ مسيرة الأمة نحو مستقبلها المأمول”.
وأعتقد أننا في حاجة ماسة إلى التفكير الجاد قبل الإجابة على تساؤلات المرحلة إلى التخلص من حالة الارتهان لاكراهاتها المتجددة و الاستطباب من علل الماضي ومايحمله من أورام خطيرة رسختها و جذرتها جراحات واخفاقات المرحلة السابقة والتي كتبت أحكاما مسبقة اصبحت تتحكم في رسم وتصميم خطة المستقبل .
إن التحرر من الأحكام المسبقة التي اورثتها المرحلة السابقة هو البداية الصحيحة لفرز التساؤلات الصحيحة عن التساؤلات الخاطئة لننشغل بتحضير اجابات صحيحة وصادقة تساعد الأجيال القادمة على الخروج من حالة الارتهان الى حروب وصراعات واختلافات لايستطيعون إدراك ومعرفة خلفياتها النفسية والسياسية لأنها أصبحت مغلفة بمبررات وأسباب، الاستغراق فيها قد يكرس حالة إرهاق فكري يصيب العقل الاستراتيجي المفكر في المقتل فيدخل في مربع الانتصار لمراحل ماضوية عنوانها الإخفاق .

تعليق