من الجمعة إلى الصف علمنا القرآن الكريم أن تسوية الصفوف في الصلاة هي من تساهم في تسويتها في الحياة وأن المنطلق من الداخل فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله بينه وبين الناس ، ولذلك كان التأثير الحقيقي هو مساعدة الناس في النجاة ، وتغيير سلوكهم ونقلهم من دائرة الهموم الى دائرة التأثير ومن الانفعال إلى الفعل ومن التأثر إلى التأثير ، حتى تستقيم الحياة وتصلح الأحوال ، فلا يغير واقع الناس من لم يغير واقعه ، ولا يقيم صفوفهم من لم يقم صفه . ولذلك تتحقق المحبة بالقرب وما اقترب عبد إلى ربه بشي أحب إليه مما افترضه عليه ، وفي ذلك قال تعالى إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ، انتقال عجيب من الجمعة الى الصف بين الماضي والحاضر من فعل سبح الى يسبح ليعلمنا أن غاية الانسان ارضاء الله في كل فعل وقول ووقت ، دعوة للتناغم بين القول والفعل ، بين الظاهر والباطن ، يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، رسالة إلى أن الذي لا يستوي في صلاته لن يستوي في معاركه ، فإمامة الناس في الصلاة كإمامتهم في الحياة ،
بشارة سيدنا عيسى عليه السلام برسول الله في سورة الصف ، وتشريف للنبي صلى الله عليه وسلم لأمته في سورة الجمعة ، واشارة الى أذي سيدنا موسى عليه السلام من أمته في سورة الصف دلالة ، على أن أذى القيادة هو ما يوجب الاستبدال ويكتب الزيغ على القلوب واذ قال موسى لقومه يا قوم لم توذونني وقد تعلمون أني رسول الله اليكم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ” والله ما حمل أحد شيئا من نور الله إلا كتب الله له التمام ، ولن ينطفى نوره إلا باذن الله فسوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الواقف على حدود الله في تجارة مع الله لا ينفض عن الحق وعن الجماعة لاجل لهو أو تجارة ، بل إن تجارته الحقيقية هي الايمان بالله والرسول والجهاد في سبيله لينال المغفرة والجنة وقد يدركه شيء من فضل الله وأخرى يحبها ويستبشر بها .
يختم الله تعالى سورة الصف بوصية جامعة وهي الاجتماع على الحق والقيادة والنصرة التي لا تكون إلا باجتماع الكلمة ونبذ الفرقة ورحم الله قتادة حين قال ” “ألم تر إلى صاحب البنيان كيف لا يحب أن يختلف بنيانه ؟.. فكذلك الله عز وجل لا يحب أن يختلف أمره” .. وإن الله صف المؤمنين في قتالهم، وصفهم في صلاتهم ،،، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به. وفي ذلك مدح للمؤمنين حتى لكأنهم في ثباتهم، واجتماع كلمتهم، وصدق يقينهم.. بنيان قد التصق بعضه ببعض، فلا يستطيع أحد أن ينفذ من بين صفوفه . لا يجب أن يكون بين القول والفعل مسافة كبيرة ، فقد جمعت السورتين ثلاث أنبياء وتركزت على فكرة النصرة وعدم الانتقاص من اصحاب الفضل والقيادة وكما رزق الله سيدنا عيسى بالحواريين فقد رزق سيدنا محمد بالمهاجرين والانصار ، ولكن كان نصيب سيدنا موسى الأذي من الاتباع فحق فيهم الاستبدال . والقران درس لنا وعبرة ومعاذ الله أن نلوي أعناق الأيات لتتناغم مع خيارتنا وقناعاتنا ولكن من باب الواجب الاخلاقي أن نذكر أنفسنا واخواننا بصدق الأخوة والمحبة والالتزام برأي الجماعة وعدم الفجور في الخصومة وتأجيل الخلافات وعدم التعريض والتشهير وزرع الشبهات وتشويه القيادات وانكار الفضل ، وعلينا أن نذكر أنه من التزم بتنظيم أو جماعة فعليه الالتزام بلوائحها وقوانينها وقراراتها وإن خالفت قناعاته فمن تحدث عن الشورى فليتزم بمخرجاتها ، ومن تحدث عن المؤسسة فليلتزم بقراراتها فلا يجب أن نحمل أمانة ثم لا نعمل بها فقد ذم الله تعالى اليهود ووصفهم كالحمار الذي حمل اسفار ولا يعمل بها أو ينتفع . وحين تكملت سورة الصف عن الشهادة في سبيل الله فهي أتم ما يعرف الانسان بحقيقة الحياة والرزق ، فلا يموت الانسان حتى ينتهي رزقه الذي قد يتنازل عن بعض مبادئه من أجل إكثاره ، وذلك كتب الله الحياة للشهداء ودلل عليها بالرزق فقال تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وختم الله تعالى سورة الجمعة بقوله والله خير الرازقين رزقنا الله الحب في الله والاخلاص والسداد والصواب وصدق النية وصلاح العمل .
من الجمعة إلى الصف علمنا القرآن الكريم أن تسوية الصفوف في الصلاة هي من تساهم في تسويتها في الحياة وأن المنطلق من الداخل فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله بينه وبين الناس ، ولذلك كان التأثير الحقيقي هو مساعدة الناس في النجاة ، وتغيير سلوكهم ونقلهم من دائرة الهموم الى دائرة التأثير ومن الانفعال إلى الفعل ومن التأثر إلى التأثير ، حتى تستقيم الحياة وتصلح الأحوال ، فلا يغير واقع الناس من لم يغير واقعه ، ولا يقيم صفوفهم من لم يقم صفه . ولذلك تتحقق المحبة بالقرب وما اقترب عبد إلى ربه بشي أحب إليه مما افترضه عليه ، وفي ذلك قال تعالى إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ، انتقال عجيب من الجمعة الى الصف بين الماضي والحاضر من فعل سبح الى يسبح ليعلمنا أن غاية الانسان ارضاء الله في كل فعل وقول ووقت ، دعوة للتناغم بين القول والفعل ، بين الظاهر والباطن ، يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، رسالة إلى أن الذي لا يستوي في صلاته لن يستوي في معاركه ، فإمامة الناس في الصلاة كإمامتهم في الحياة ، بشارة سيدنا عيسى عليه السلام برسول الله في سورة الصف ، وتشريف للنبي صلى الله عليه وسلم لأمته في سورة الجمعة ، واشارة الى أذي سيدنا موسى عليه السلام من أمته في سورة الصف دلالة ، على أن أذى القيادة هو ما يوجب الاستبدال ويكتب الزيغ على القلوب واذ قال موسى لقومه يا قوم لم توذونني وقد تعلمون أني رسول الله اليكم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ” والله ما حمل أحد شيئا من نور الله إلا كتب الله له التمام ، ولن ينطفى نوره إلا باذن الله فسوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الواقف على حدود الله في تجارة مع الله لا ينفض عن الحق وعن الجماعة لاجل لهو أو تجارة ، بل إن تجارته الحقيقية هي الايمان بالله والرسول والجهاد في سبيله لينال المغفرة والجنة وقد يدركه شيء من فضل الله وأخرى يحبها ويستبشر بها . يختم الله تعالى سورة الصف بوصية جامعة وهي الاجتماع على الحق والقيادة والنصرة التي لا تكون إلا باجتماع الكلمة ونبذ الفرقة ورحم الله قتادة حين قال ” “ألم تر إلى صاحب البنيان كيف لا يحب أن يختلف بنيانه ؟.. فكذلك الله عز وجل لا يحب أن يختلف أمره” ..
وإن الله صف المؤمنين في قتالهم، وصفهم في صلاتهم ،،، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به. وفي ذلك مدح للمؤمنين حتى لكأنهم في ثباتهم، واجتماع كلمتهم، وصدق يقينهم.. بنيان قد التصق بعضه ببعض، فلا يستطيع أحد أن ينفذ من بين صفوفه . لا يجب أن يكون بين القول والفعل مسافة كبيرة ، فقد جمعت السورتين ثلاث أنبياء وتركزت على فكرة النصرة وعدم الانتقاص من اصحاب الفضل والقيادة وكما رزق الله سيدنا عيسى بالحواريين فقد رزق سيدنا محمد بالمهاجرين والانصار ، ولكن كان نصيب سيدنا موسى الأذي من الاتباع فحق فيهم الاستبدال . والقران درس لنا وعبرة ومعاذ الله أن نلوي أعناق الأيات لتتناغم مع خيارتنا وقناعاتنا ولكن من باب الواجب الاخلاقي أن نذكر أنفسنا واخواننا بصدق الأخوة والمحبة والالتزام برأي الجماعة وعدم الفجور في الخصومة وتأجيل الخلافات وعدم التعريض والتشهير وزرع الشبهات وتشويه القيادات وانكار الفضل ، وعلينا أن نذكر أنه من التزم بتنظيم أو جماعة فعليه الالتزام بلوائحها وقوانينها وقراراتها وإن خالفت قناعاته فمن تحدث عن الشورى فليتزم بمخرجاتها ، ومن تحدث عن المؤسسة فليلتزم بقراراتها فلا يجب أن نحمل أمانة ثم لا نعمل بها فقد ذم الله تعالى اليهود ووصفهم كالحمار الذي حمل اسفار ولا يعمل بها أو ينتفع . وحين تكلمت سورة الصف عن الشهادة في سبيل الله فهي أتم ما يعرف الانسان بحقيقة الحياة والرزق ، فلا يموت الانسان حتى ينتهي رزقه الذي قد يتنازل عن بعض مبادئه من أجل إكثاره ، وذلك كتب الله الحياة للشهداء ودلل عليها بالرزق فقال تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وختم الله تعالى سورة الجمعة بقوله والله خير الرازقين رزقنا الله الحب في الله والاخلاص والسداد والصواب وصدق النية وصلاح العمل .