بعد 29 سنة من الغياب عن الاستحقاق الرئاسي قررت حركة مجتمع السلم هذه المرة الحضور والمشاركة في هذه الانتخابات وهي تعيش معالم الذكرى 33 للتأسيس ضمن مسار طويل من النضال السياسي والحضور الحزبي والمبادرة الدائمة والإضافة الطيبة المباركة للجزائر تماما كما أرادها الشيخ المؤسس محفوظ نحناح رحمه الله.
تشارك الحركة اليوم وقد وضعت لنفسها خمسة أهداف تسعى للعمل على تحقيقها بما تملكه من رصيد كبير من التجربة والخبرة وخزان من القيادات والاطارات ومن خلال قيادة جديدة جامعة ، وضعت نصب أعينها مهمة إنجاز آفاق جديدة للحركة والبلد وفق 05 غايات وأهداف :
الانتخابات الرئاسية إستحقاق دولة ووطن : تعتبر الحركة أن هذا الاستحقاق هو استحقاق دولة وليس سلطة واستحقاق وطن وليس احزاب نظرا للظروف الاقليمية الصعبة والدولية المعقدة المحيطة بنا والتي تتطلب من الجميع المحافظة على الجزائر بدءا من ضمان استقلاليتها وسيادتها وقراراتها وصولا إلى تقوية شرعيتها الشعبية والسياسية في وجه التحرش والابتزاز والضغط وهو هدف يعني الجميع وغاية تهم كل وطني غيور على دولته مدرك لخطورة مشاريع التجزئة والتقسيم والتفتيت التي مست أغلب الدول العربية.
النضال من أجل الديمقراطية : والديمقراطية لا تعني الاكتفاء بالنضال والعمل ضمن قواعد اللعبة المرسومة ولا تعني فقط تحسين التشريعات والقوانين المنظمة للتنافس ولا ترتبط فقط بالشكل الاجرائي والاكتفاء به ولا تعني كذلك القبول بدورية الاستحقاقات والمشاركة فيها فقط، الديمقراطية ثقافة ومسار وسلوك وبيئة وقوانين، وشرعية، والتعددية سمة من سماتها الحقيقية وحركة مجتمع السلم ستعمل على المحافظة على الرأي الآخر والصوت الآخر والمشروع الآخر ضمن التدافع السلمي الهادئ الذي سيحسن البيئة الانتخابية ويضمن شروط المنافسة ويوفر النزاهة ويحقق الشراكة السياسية في ظل ” الجزائر يبنيها الجميع ”
الحفاظ على راية الوسطية والاعتدال : حركة مجتمع السلم هي مدرسة الوسطية والاعتدال في الجزائر بشهادة محبيها ومنافسيها، الوسطية في الفكر والسياسة والاعتدال في رؤية الأمور والمآلات دون تهويل أو تهوين ، ومكافحة التطرف في الجهتين سواءا التطرف الذي يجعل من السلطة غاية له فيتخلى عن مشروعه فيذوب فيها أو التطرف الذي يعزله عن الساحة السياسية فيفقد فيه الناس الأمل للتعاون والتعايش والتوافق، حركة مجتمع السلم حملت على عاتقها الحفاظ على راية الوسطية صونا للقيم والهوية ودفاعا عن الثوابت والمرجعية من التحرشات الدولية التي تحارب الإسلام بمبرر خطر مشروع الإسلام السياسي، وحمس جديرة بالحفاظ على هذه الراية عالية خفاقة في هذا الوطن الحبيب.
الاستمرار في منهج الاصلاح. تأسست الحركة وهي تؤمن بنهج الاصلاح والتغيير القائم على الواقعية والتدرج والمرحلية وهو مسار يتطلب العمل والنضال المستمر والصبر على الاكراهات والمكاره والبحث عن مساحات العمل المشترك وتحسس الاختلالات ومحاربة الإفساد ، والاصلاح عنوانه المقاصدي الكبير ” أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ” ومنطقه السياسي هو الموازنة بين المصالح والمفاسد ، ولم يكن يوما في برنامج الحركة ورؤيتها ومنهجها منطق تفكيك النظام السياسي أو اسقاطه أو الثورة عليه فالعالم العربي يعيش ويلات هذا النهج المدمر بل هو انحراف خطير شقيق التطرف واليأس و الاصلاح هو نهج المؤمنين الصادقين الصابرين على قدر الاستطاعة ” ان أريد إلا الاصلاح ما استطعت “.
بعث الأمل ومكافحة اليأس. يعلمنا القرآن الكريم على ضرورة التحلي بقيمة الأمل حتى في أحلك الظروف وفي أشد الأحوال (يسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) وردت هذه الآية ضمن سياق يتحدث عن فضل الشهادة في سبيل الله، وهذه هي الحال التي ينبغي للمؤمن أن يكون عليها، منتظراً الفرج من الله، فلا يقنط من رحمته، مستبشراً برحمته مع يقينه بأن الله لا يضيع أجرَ صبِره وأجر أعماله والجزائريون والجزائريات بحاجة إلى رجال ونساء ينشرون الأمل ويبشرون بالخير ، والخير لا ينقطع من هذه الديار الطيبة وترشح الحركة هو رسالة بث الأمل والفأل والخير والاصلاح في المواطن وأن زمن التغيير قادم ان شاء الله. ﴿ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 13]