الرئيسية مقالات أ. فاروق أبوسراج الذهب نتجدد معا.. ننهض معا (05) جيل الموجة الثالثة الجديدة

نتجدد معا.. ننهض معا (05) جيل الموجة الثالثة الجديدة

كتبه كتب في 8 مايو 2022 - 5:48 م
مشاركة
عضو المكتب التنفيذي الوطني د. فاروق طيفور يكتب: نتجدد معا.. ننهض معا (05)
جيل الموجة الثالثة الجديدة
إن ما توصلنا إليه من تحليل لا يعني أبدا التنكر للانجازات التي تحققت والمكتسبات التي بنيت فقد عملت أجيال وأجيال وحاولت صادقة أن تحقق إنجاز الاستئناف الحضاري ووصلت إلى مراتب وعتبات تمثل ادراج للجيل الجديد فما قدمه مؤسسوا الموجة الأولى للحركات التغييرية في عالمنا العربي كان مسجلا ومكتوبا بحروف من ذهب ونذكر منهم الشيوخ رشيد رضا وجمال الدين الافغاني ومحمد عبده وحسن البنا وابن باديس وغيرهم ممن كان فارسا لفكرة الشهود الحضاري وماقدمه شيوخ ورواد التجديد في الموجة الثانية كان أيضا مؤثرا ومراجعا وموضحا وناقدا من أمثال الشيوخ محمد الغزالي و يوسف القرضاوي وطه جابر العلواني وحامد ربيع ورمضان البوطي واحمد ياسين ومحمد عمارة ومحفوظ نحناح واحمد الراشد وراشد الغنوشي وطارق البشري وعبد الوهاب المسيري وتوفيق الشاوي ومايقدمة اليوم رواد التجديد في الموجة الثالثة التي ماتزال لم تكتمل حلقاتها ونحتاج إلى مراكمة كل هذه الجهود لبناء منصة مرافعة جديدة تتطلع إلى مستقبل ناهض وصاعد للأمة سيما وأن كل الظروف الذاتية والداخلية والخارجية متاحة ومواتية لتحقيق هذا الهدف.
وسنحاول في هذه المساحة أن نعرض باكورة جهد متراكم لمراجعة النموذج المعرفي(برادايم) للأداء السياسي للحركات ذات المرجعية الإسلامية بهدف مناقشة عشرين فكرة رئيسية تتعلق بأصول الفكر السياسي والتي قد تمثل بداية ومقدمة لرؤية تجديدية للفكر السياسي تصلح لتكون أصولا للممارسة السياسية المستقبلية تقف على قاعدة تقييمية لتجارب الحركات الإسلامية المغاربية التي أصبحت اليوم تمثل رافدا أساسيا للأداء السياسي في المنطقة العربية حيث لا نقر فكرة النموذجية في الأداء السياسي ولكن نعتبر أن العقل الاستراتيجي للنخب القائدة لها يمثل فرصة لتجميع مثابات الانجاز لبناء رؤية متكاملة، أقول أصولا رئيسية لتصويب الفقه والفهم السياسي لعملية المدافعة والمرافعة السياسية اقتداء بمافعله الامام الشهيد حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي عندما صك وكتب رسالة التعاليم وحدد اركان العقد النضالي العشرة لمن يكون معه في جماعته وبدأها بركن الفهم كمرادف للعلم لان الفهم هو المقصود من العلم فليس العلم بكثرة الرواية بقدر ماهو بعمق الدراية ،وأطره بعشرين أصلا عرفت بعدها بالأصول العشرين وكانت بحق دستورا للوحدة الثقافية بين المسلمين كما شرحها وفسرها وعمقها الشيخ محمد الغزالي في كتابه “دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين” او تحت عنوان المرجعية العليا لأصول الفهم التي أبدع فيها الشيخ يوسف القرضاوي في سلسة نحو وحدة فكرية للعاملين للاسلام، تلك الأصول الفكرية والثقافية التي كانت الحاجة اليها ماسة في أجواء انشطارية فقهية وشرعية خطيرة في فهم النصوص وتنزيلها ،فمن عرف طبيعة تلك المرحلة سواء على مستوى البيئة الخارجية من استعمار وحالة تغريب وعلمنة وهيمنة شاملة او على مستوى البيئة الداخلية من جدل و فرقة وتنازع واستغراق في التفاصيل وذهاب الريح، وقرأ تلك الأصول وتدبرها حق التدبر وكان له إطلاع على مصادر العلم والمعرفة الإسلامية أيقن أنها تمثل خلاصة مركزة لقراءات طويلة ودراسات عميقة في علوم القرآن والسنة والاصوليين: أصول الفقه وأصول الدين والفقه والتصوف مع عقلية هاضمة مستوعبة قادرة على التأصيل والترجيح، وصرنا اليوم نحتاج الى دستور للوحدة السياسية كمرجعية عليا لحركات التغيير والإصلاح بعد أن صارت العملية السياسية مدخلا أساسيا ورئيسيا لتجسيد تطلعات الاستئناف الحضاري للامة وتحولت أغلب حركات الاحياء الإسلامي الى أحزاب سياسية تتنافس على الوصول الي السلطة بالطرق القانونية والديمقراطية.
فالتجربة التي عاصرناها ونعرفها عن قرب ونسوق لبعض مخرجاتها لايعني اكتمال التجربة والوصول الى النموذجية ولكن يعني حيوية التجربة وصحة المسار والتقدم بخطى ثابتة ومتلاحقة باتجاه الإصلاح والنهوض، مدفوعة بمشروع وطني واضح في مقابل وجود سنن صارمة تحكم نجاح التجارب وفشلها وصعود الأمم وسقوطها وتجنب المطبات التي أطاحت بالتجارب الأخرى أو أعاقتها بل ونفيها وسجنها بعشرات الالاف. ودخول الدول والجماعات في حالة عنف وعسكرة واحتراب ولا أمن ضربت فيه المواطنة والوجود الإنساني فضلا على ممارسة السياسة والتدافع .كما سنقوم باستعراض الخيارات المنهجية التي تدافعت بها حركات الإحياء الإسلامي في مسيرة قرن واقتراح البدائل التي فرص الاستمرار وتضمن عملية الاستئناف الحضاري للأمة.

تعليق