شهر رمضان: المقصد والسبيل (1) – بقلم رئيس الحركة د. عبد الرزاق مقري
وضع الله للمسلمين منهجا تربويا إجتماعيا خالدا حفظ به الإيمان، وصان به الدين وأدام به أمة المسلمين، فالصلاة إلى الصلاة وعمارة بيوت الله خمس مرات كل يوم، والجمعة إلى الجمعة والاجتماع للذكرى من الإمام الخطيب كل أسبوع، ورمضان إلى رمضان وبيئته العامة للتوبة والرجوع إلى الله الكريم شهرا كاملا كل سنة، والحج إلى الحج والمغفرة العامة في مؤتمر عالمي سنوي مهيب للمؤمنين وأمة المصطفى الحبيب، مرة كل سنة للأمة ومرة في العمر لكل مسلم مستطيع من المسلمين. وحول كل هذه الشعائر تضامن دائم متلازم متحرك لا يتوقف عبر الزكاة الركن وزكاة الفطر في كل سنة وفي كل حين.
إن في كل شعيرة من هذه الشعائر حكم عظيمة، كتب عنها علماء الحال والسلوك كثيرا، ولكل مؤمن فهوم وأسرار يكتشفها بنفسه لمن تدبرها وتأملها. والذي نود أن نتوقف عنده ها هنا هو شهر رمضان الذي نعيش أيامه ولياليه بفضل من الله وإحسان.
لا يتعلق مقالنا هذا بالبحث عن الأسرار والحكم الخفية التي تتعلق بشهر رمضان الكريم، تلك حالات خاصة يحيط بها الإنسان بنفسه تغير حياته رأسا على عقد، بشكل تلقائي وبدون تكلف حين يتحقق له الصفاء ويشعر بالاقتراب من المقصد بعد أن يضبط نفسه بالسير على السبيل الموصلة.
لا يتعلق هذا المقال إلا بالتذكير بالمقصد المعلوم وبالسبيل الموصلة إليه، المنصوص عليها في كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فمن استفاد من الذكرى وفق قوله تعالى: (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)) الذاريات 55، سيحدث في نفسه ما لا يخطر على باله من التغير بما يجعله إنسانا آخر مع مرور أيام وليالي شهر رمضان الفضيل.
كثير من المسلمين يستعدون لرمضان ماديا واجتماعيا ومهنيا وحتى دينيا، ولكن على غير المقصد الذي فرض من أجله، منهم من يفرح به ويسعد بأيامه ولو على %B
