الرئيسية أخبار  لماذا لم يحقق الإسلاميون النجاح الانتخابي في الجزائر؟ (1)

 لماذا لم يحقق الإسلاميون النجاح الانتخابي في الجزائر؟ (1)

كتبه كتب في 25 نوفمبر 2017 - 12:18 م
مشاركة

في حقيقة الأمر هذا السؤال خاطئ، والسؤال الأجدر بالطرح هو: كيف استطاع الإسلاميون البقاء؟ ليأتي السؤال الذي بعده: هل للإسلاميين مستقبل في الجزائر ( وفي العالم بأسره).
اطلعت في يوم الانتخاب على مقال أحزنني في جريدة مرموقة من صحفي لنا أفضال عليه فكتبت يومها هذا المنشور : ” لهذا يصعب الإصلاح في الجزائر:
قرأت هذا اليوم مقالا لصحفي معروف في جريدة مرموقة يتحدث عن كرونولوجيا الانتخابات في الجزائر. لا أفهم لماذا يحاول هذا الصحفي إخفاء الحقائق التي في صالح حركة مجتمع السلم بالرغم من أنها تاريخية لا تقبل التغيير والتبديل ولا يضرها محاولته إخفاءها. قد لا نجد كيف نكشف تحيزه ضد الحركة بإغفاله النجاح الكبير الذي حققه الشيخ محفوظ نحناح في الانتخابات الرئاسية سنة 1995. ولكن لا أفهم كيف تحدث عن الأحزاب التي أخذت المرتبة الثانية والثالثة في 91-92 وفي انتخابات 2002, ولم يذكر من هو الحزب الذي كان في المرتبة الثانية سنة 1997 أي حركة مجتمع السلم. كما لم يكمل شهادة بشير فريك الذي شهد بأن التزوير طال حركة مجتمع السلم أكثر من غيرها وأعطى تفاصيل عن الولاية التي كان فيها واليا وهي وهران وكيف أن حركة مجتمع السلم أخذت 12 مقعدا من 14 فلم يبقوا لها سوى خمسة. ولا نصدق لو قال لنا بأنه سهو غير متعمد، بدليل أنه ذكر رتبة الحركة (الرابعة) حين تراجعت سنة 2002 سنة قبل وفاة الشيخ محفوظ رحمه الله.
ليس غريبا أن نواجه تزوير النظام السياسي ، ولكن الغريب أن يكون التزوير ثقافة سائدة عند من يدعي الديموقراطية ومكافحة التزوير ذاته. غير أن هذا لا يحبطنا لأن التاريخ علمنا أن الإصلاح يجب أن يتجه للنظام السياسي وللمجتمع كذلك، ولا إصلاح حقيقي للحكم إلا بإصلاح المجتمع، فالتدافع المانع للفساد الذي ذكره القرآن الكريم ليس في اتجاه واحد بل في كل الاتجاهات”.
لم أنشر هذا المنشور في يومه لأنني قدرت بأنه قد يكون له أثر سلبي على الناخبين، ثم تركته لفوات وقته، ولكن حينما استمعت لعرض وزير الداخلية نتائج الانتخابات عاودتني الرغبة في نشره للتطابق الكبير بين منهجية الصحفي ومنهجية وزير الداخلي اللذين يرغبان كلاهما في إظهار الجانب السلبي للحركة وإخفاء ما هو إيجابي. لقد اعتاد وزير الداخلية ( كل وزير الداخلية) أن يبدأ بترتيب النتائج على حسب العدد الإجمالي للمنتخبين ولكنه تجاوز ذلك ليظهر مرتبة الحركة في ترأس عدد البلديات فلا ينتبه المتابعون إلى مرتبتها الحقيقية من حيث القوة السياسية الذي دلت عليه نتائج المجالس الشعبية الولائية.
إنه لا يتعلق الأمر بتراجع الحركة، لأن الحركة لم تتراجع، لأننا إذا قارنا نتائجها في هذه الانتخابات بنتائجها سنة 2012 كما تفعل كل الأحزاب في العالم سنجد بأنها تقدمت في جل المؤشرات: تقدمت في عدد الناخبين، تقدمت في عدد المنتخبين بلديا وولائيا وتقدمت في الرتبة ( حيث أنها دخلت باسم التكتل في بعض البلديات وباسم الحركة في بلديات أخرى وفي كلاهما كانت في رتب متأخرة)، وتقدمت في عدد الولايات التي حققت فيها التمثيل في المجالس الولائية. غير أن هذا ليس هو المهم، حتى وإن لم تتأخر الحركة فهي لم تتقدم بما يؤهلها للريادة والإصلاح والتغيير. ولو بقيت على النمو الضعيف الذي هي عليه في مواجهة موازين القوة الكاسحة التي هي في صالح من يناوئها لن تحقق أهدافها ولو بقيت مائة سنة على نفس المنوال؟ فما هي الأسباب الموضوعية لهذه الوضعية؟ ما هي الأسباب الداخلية الخاصة بها والخارجة عنها؟ وما علاقة هذا التشبيه بين الصحفي ووزير الداخلية؟ وهل يوجد أفق للحركة الإسلامية في الجزائر وفي العالم؟

يتبع …..

د. عبد الرزاق مقري

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً