الرئيسية أخبار خلفيات الاهتمام العالمي بالانتخابات التركية

خلفيات الاهتمام العالمي بالانتخابات التركية

كتبه كتب في 2 نوفمبر 2015 - 6:53 م
مشاركة

إن الفور الكاسح الذي حققه حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة رئيسه “أحمد داوود أوغلو” في الفاتح من نوفمبر، والذي وصف بالتاريخي في تاريخ تركيا المعاصر، اعتبر منعرجا حاسما لما سيحمله من آثار ونتائج ليس على المستوى الداخلي في تركيا فحسب، وإنما سيتعداه إلى عديد الملفات الإقليمية والدولية.

ولعل السؤال الكبير الجدير بالطرح: كيف لانتخابات عادية في بلد ما أن تحضى بكل هذا الاهتمام العالمي غير المسبوق؟؟

وتتلخص الإجابة على هذا السؤال المهم فيما يلي:

  • مكانة تركيا على المستويين الإقليمي والدولي، فالأتراك أصبحوا لاعبا كبيرا في عديد الملفات في المنطقة، ولا يمكن تجاوزهم لما يملكون من أوراق مهمة ومفاتيح للحل، فلا يمكن أن يحرك شبلاجر أو حجر دون الأتراك.
  • النجاح الإقتصادي الذي حققه حزب العدالة والتنمية، والأرقام الدالة على ذلك كثيرة ومتنوعة، حيث أصبحت تركيا قوة اقتصادية بالإضافة إلى قوتها السياسية والعسكرية والدبلوماسية، ما يؤهلها لكي تبوء مكانة وسط عالم اليوم الذي لم يعد فيه للضعيف والعاجز والمتخلف موطؤ قدم.
  • قوة حزب العدالة والتنمية وتصدره المشهد السياسي في تركيا لأكثر من 13 سنة، والذي حقق نجاحات متوالية ليست بالشعارات والعواطف، ولكن بالرؤية الواضحة والوسيلة النبيلة والخطط الواعية والنظرة الواقعية والخطاب العلمي المثمر والاستشراف الحكيم.
  • نسبة المشاركة غير المسبوقة والتي تجاوزت 87% وهي نسبة كبيرة جدا لم تحققها عديد المجتمعات الغربية بل وحتى الأنظمة الديكتاتورية التي دأبت على تزوير إرادة شعوبها، هذه النسبة تؤكد مدى وعي الشعب التركي والتفافه على وطنه وقواه السياسية الحية وإدراكه لحجم المؤامرة التي تحاك ضد بلده.
  • التجربة الديمقراطية في تركيا هي ضربة قوية للطغاة والمستبدين في سوريا ومصر وعديد الدول العربية، فالحاكم الحر والشريف والشرعي هو من يوصله شعبه إلى كرسي الحكم لا أن يوصله إجرامه ووحشيته وبربريته، الحاكم الشريف والأصيل هو من يخدم شعبه لا من يوسمه شتى أنواع العذاب والتنكيل والقمع.
  • بات واضحا الصراع المذهبي في المنطقة، والسعي العالمي لإفشال التجربة الديمقراطية في تركيا خلفيته الأساسية هي أن تركيا أصبحت صوتا “للسنة” في المنطقة في مواجهة المد الشيعي والصهيو أمريكي، بعدما تخلت عن هذا الدور دول سنية كبيرة مثل السعودية وباكستان وغيرهما…
  • الدعم الكبير واللأمشروط للنظام التركي الرسمي للقضية الفلسطينية وفصائل المقاومة المختلفة، وهذا التصرف النبيل يعبر عن جرأة كبيرة للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وحزبه في مواجهة قوى الإستكبار العالمي والداعمة في مجملها للكيان الصهيوني.

ما قلناه سالفا هو ما أكد الإهتمام الإعلامي والعالمي بالانتخابات التشريعية التركية والتي من المفروض أن تكون عادية ككل الانتخابات التي تجري في بلدان العالم المختلفة، ولكن الاهتمام بهذه التجربة دليل قاطع على تعاظم دور تركيا المخيف للكثير من دول العالم والمنطقة.

فحيا الله تركيا وشعبها العظيم..

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً