إن ما حدث في 13 نوفمبر من تفجيرات إرهابية في العاصمة الفرنسية باريس وبحصيلة ثقيلة جدا في عدد القتلى والجرحى، لهو دليل كبير على وجود حرب عالمية مباشرة وغير مباشرة والتي أصبح الإرهاب محركها الأساسي لتصفية الحسابات بين الدول الكبرى باستخدام العرب والمسلمين الذين يعتبرون الضحية الأكبر في كل ما يحدث..
لكن السؤال الجدير بالطرح: عن أي إرهاب نتحدث؟؟
الإرهاب نوعان:
- الإرهاب الطبيعي: وهو المنسوب الفطري من العنف والفعل ورد الفعل التي جبلت عليه الأنفس البشرية، وهذا أمر قد لا يشكل خطرا كبيرا على الأمن والسلم الاجتماعيين، على اعتبار أنها تصرفات فردية ومعزولة من جهة، ومن جهة أخرى فإن القوانين والعقوبات المشروعة كفيلة بمعالجة مجمل هذه الظواهر.
- الإرهاب الصناعي: وهو الإرهاب الأخطر ومعناه العنف المصنوع، والذي له بورصة ومستثمرين وممولين وداعمين سواء دول أو منظمات، لغرض تغيير الخارطة الدولية وفق ما يخدم مصالح صناع هذا النوع من الإرهاب.
فكيف لداعش أو ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية أن يحقق كل هذه الاختراقات: احتلال نصف سوريا ونصف مساحة العراق، ومناطق في ليبيا لا بل وصلت يده الطولى إلى كبرى العواصم الدولية وهي باريس في التفجير الأخير الذي تبناه التنظيم، وكذا إسقاط الطائرة الروسية، ومن يدري على من سيقع الدور في مقبل الأيام؟
لكن الأسئلة المهمة في هذه الفترة الحرجة:
- كيف ينشأ الإرهاب فجأة ويختفي فجأة؟
- من أين يحصل الإرهابيون على الأموال والسلاح؟
- كيف لعاصمة مؤمنة مثل باريس أن يتحرك السلاح الثقيل على أراضيها وبكل حرية، بل ويحصل عليه الإرهابيون وينفذون به عمليات غاية في الدقة والكفاءة والاحترافية؟
- لماذا لا يستهدف الإرهاب ولو بالخطأ الكيان الصهيوني؟
- في العراق وسوريا مثلا لماذا يستهدف هذا الإرهاب فقط المسلمين السنة؟
- لماذا يجرم (الإرهاب السني) وفي حين لا يجرم (الإرهاب الشيعي) والصهيوني والنصراني والبوذي… رغم الفضاعات التي يرتكبونها في حق الإنسانية؟
أسئلة تصب جميعها في إجابة واحدة بأنه إرهاب صناعي يحركه الممول والمدعم له عن بعد لتحقيق أغراض وأهداف مرسومة سلفا.
وهنا يجب التأكيد على الأبعاد المهمة التالية:
- لن يتوقف الإرهاب على الأقل على المدى المنظور، لأنه لم يحقق بعد ما يريده الحكام الفعليون في العالم وفي مقدمتهم الدول الكبرى.
- سيتقوى الإرهاب والإرهابيون أكثر وأكثر وستزداد عملياته الانتحارية دقة واحترافية وكفاءة، مادام يصله الدعم المادي والعسكري من قبل الأطراف صاحبة المصلحة والمتحكمة في بورصة الإرهاب الصناعي.
- ستتضاعف أعداد المنتمين إلى المنظمات الإرهابية من العرب والمسلمين والمغرر بهم، بالإضافة إلى ضحايا القهر والإقصاء الذي تمارسه الأنظمة القمعية البوليسية.
- ستتوسع الحرب العالمية بشكلها الجديد وهي استخدام الإرهاب الصناعي لإعادة بسط نفوذ الكبار على العالم المتخلف.
ولعل الحل هو تعزيز الديمقراطية والحريات داخل مجتمعاتنا وبناء الدولة الوطنية بعيدا عن الارتماء في أحضان الخارج.. غير ذلك ستبقى النار مشتعلة في مناطقنا وستسيل دماء كثيرة وستنهب ثروات كبيرة.
تعليقات الزوار ( 0 )