أبنائي الطلبة…أيها الصامدون على ثغرة التعلم…يا من قدمتم أعز أوقات حياتكم في أجل فريضة وأحب اﻷعمال قربة لله تعالى “طلب العلم”… تقبلون على المعرفة إقبال النحل على اﻷزهار والثمار لتصنع الشهد….وها أنتم تقبلوم على اﻹرتزاق إقبال النمل تجد لتجد ، وتدخر لتفتخر ، وﻻ تبالي ، مادامت دائبة أن ترجع مرة منجحة ومرة خائبة.
في ازدياد العلم إرغام العدا…. وجمال العلم إصلاح العمل
لا تق ذهبت أيامه …. كل من سار على الدرب وصل
فشكرا لكم…ألف شكر.
إنكم اليوم تفرحون بماأنجزتموه منذ سنوات خمس أو ست أو يزيد، وحق لكم ذلك ، فقد ساهمتم في بناء صرح التقدم لبلدنا وعملتم في سنوات الجامعة على نشر الوعي واستمرارية رسالة الوجود رغم اﻷعداء واﻷنواء.
أعزائي…هاأنتم اليوم تفوزون بالشهادة التي ستكون لكم ﻻ عليكم بإذن الله، وهي في تقديري ليست نهاية السبيل إنما هي البداية التي يجب أن تعوها ، يقول الشاعر: قد هيؤوك ﻷمر لو فطنت له…فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
أحبائي…إني أتمثلكم متسامين إلى معاليرالحياة، مدمنين في طلبها، متجاوزين القيود العائقة دونها، جامحين عن اﻷعنة الكابحة في ميدانها، متقدي العزمات، تكاد جوانحكم تحتدم من ذكاء القلب وشهامة الفؤاد ونشاط الجوارح..
فكونوا كما قال الشاعر: كن رجلا رجله في الثرى… وهامة همته في الثريا
فكن حلف عمل ﻻ حليف بطالة، وحلس معمل ﻻ حلس مقهى، وبطل أعمال ﻻ ماضغ أقوال، ومرتاد حقيقة ﻻ رائد خيال، عش واقعك بحلوه ومره، وجد الحلول للمنغصات، ﻻ تحرك دنياك من خلف شاشة ، بل أقبل عليها ببشاشة، أقبل على الحياة بشغف واعمل لها، كأنك تعيش أبدا… نعم ، كأنك تعيش أبدا، لا تتهيب صعبها،… يقول الشابي : ومن يتهيب صعود الجبال… يعش أبد الدهر بين الحفر.
وﻻ تتراجع عن تحقيق طموحك فيها،متمثلا قول الشاعر: إذا غامرت في شرف مروم…فلا تقنع بغير النجوم.
لا تشكو مر الحياة، فذلك تمحيص لك على الصبر والتحمل، ولا تلتفت إﻻ لجميلها ، فذلك عون لك على خوض غمارها : أيهذا الشاكي وما بك داء…كن جميلا تر الوجود جميلا.
أبنائي..أحبائي، الطالب المتميز طريقه طويل في البحث واﻻكتشاف، فعليه مواصلة الطريق ونسيان الفشل.
أعزائي…إن الوطن ﻻ ينهض إﻻ بسواعد أبنائه المخلصين مجتمعين، ولن يتحقق ذلك إﻻ في إطار مؤسسات منظمة وفق برامج طموحة ورؤية واضحة وأهداف قابلة للتحقق على أرض الواقع.
أحبوا وطنكم وعبروا عن هذا الحب،،، اصدحوا به في كل الربوع، اجعلوا صوت الحب يتغلب على صوت الكره، ليكن صوت التفاؤل أقوى من صوت التشاؤم، فهذه اﻷرض لكم وأنتم ورثتها ” ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن اﻷرض يرثها عبادي الصالحون ”
أعزائي إن الفهم هو معركتنا، وإقامة العدل على هذه اﻷرض هو واجبنا وحلمنا ” والسماء رفعها ووضع الميزان”، وتحقيق الغنى هو ديدننا، فازرعوا الخير في الربوع، وحققوا ﻷنفسكم اﻻكتفاء.. بل الغنى، نعم … الغنى ، فاليد العليا خير من اليد السفلى، ولنحقق فينا أمر الله تعالى ” …وآتوا الزكاة” إنها دعوة من الله أن نكون أغنياء ونلتزم أمره هذا ولو مرة واحدة في العمر، لقد تركز في فهمنا منذ سنين أن هذا اﻷمر موجه للغني ﻷن ماله سيبلغ النصاب بدوران الحول! فلم نتعب أنفسنا في التزام أمر ربنا ﻷننا خارجين من دائرة اﻷغنياء !!
أبنائي اﻷعزاء…إن تحقيق النهضة يبدأ من داخلنا، حين نفهم قوله تعالى” وما خلقت اﻹنس والجن إﻻ ليعبدون” لا بد أن نعي ماهية العبادة الحقيقة التي تسعدنا وتسعد العالم وتحقق لنا السيادة بسماحة هذا الدين العظيم.
أنتم فخر لنا وللوطن ، لقد قدمتم ما عليكم ومعا نحقق اﻻزدهار لوطننا العزيز ، اﻹسلام ديننا ….الجزائر وطننا….العربية لغتنا…..النجاح طريقنا…سيادة العالم أملنا….ونيل الجنة أسمى أمانينا.
مبارك لكم تخرجكم ، دامت أفراحنا بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمكم/ أم الهيثم
(رشيدة قادري)
تعليقات الزوار ( 0 )