الرئيسية مقالات أ. رشيدة قادري لأنه يحبك… يهديك ليلة خير من الف شهر

لأنه يحبك… يهديك ليلة خير من الف شهر

كتبه كتب في 1 يوليو 2016 - 11:49 م
مشاركة

إنها الليلة المباركة …تأتي في العشر المباركة…ليلة ولا ألف شهر… ليلة تساوي أكثر من عمرك أيها المؤمن…عمرك الذي كتبه الله لك… فقد جعل الله أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم قصيرة مقارنة بباقي الأمم، مابين الستين والسبعين، وقد مات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الثلاثة والستين وكذا عمر رضي الله عنه وكثير من الصحابة، وقد ورد عن نوح عليه السلام حين جاءه ملك الموت ليأخذ روحه قال له: ليس بعد ماعشت إلا مئة وخمسون سنة، فرد عليه ملك الموت بأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعمارهم مابين الستين والسبعين، فقال نوح عليه السلام لو كنت منهم لبنيت مسكني أمام قبري.إن الله يضاعف لك عمرك أضعافا مضاعفة ويزيد ويزيد بليلة واحدة، أما سألت نفسك لما؟! وأنت العبد الجهول،الظلوم،إنه فضل الله عليك، رغم جهلك وظلمك، خيره إليك نازل، وشرك إليه صاعد، يتحبب إليك بالنعم، وتتبغض إليه بالمعاصي، ورغم ذلك ينعم عليك بالخير الكثير، إنه الله، الذي أحبك يا إنسان، فخلقك ، وأسجد الملائكة لك، ورزقك أياما فيها تتجلى نفحاته لترتوي من معين حبه، ولخص أربع وثمانون سنة وبضع أشهر في ليلة واحدة!! نعم، إنها ليلة القدر، وأي قدر اعظم من هذا القدر يمنحه الله لك، فيها نزل القرآن — دستورك — يحمل النجاة للبشرية، حيث أخرجها من ظلمات الرق لغير الله، والجهل والتخلف، ودانت رقابها للواحد القهار، فسعدت واسعدت، وهي ليلة ولا ألف ليلة، بل ولا الف شهر، بل خير من كل تلك الشهور، التي عشتها او لم تعشها، وقد تكون تهت فيها عن الله تعالى ولم تنتبه إلا ليلة واحدة وافقت رحمة الله بك فغفر لك، ففزت بالرضى وكنت من العتقاء وسلمت عليك الملائكة وأمنت على دعائك وقد نزلت أفواجا أفواجا إلى الأرض في مشهد لو كشف عنك الغطاء لبهت من كثرتها ونورها، يقودها الروح الأمين في مهرجان سنوي لها على الأرض وقد تركت أمكنتها ومهامها لتشهد معك أيها المؤمن الصلاة في حركية بهيجة إلى أن يطلع الفجر فيحين وقت المغادرة لتعرج إلى السماء بأمر من جبريل عليه السلام قبل بزوغ الشمس وقد سعدت بسعادتك وتشرفت بمشاركتك أجمل صور العبادة والخضوع لله على هذه البسيطة.
ياااااه… ما أرحمك بنا رباااه، ما أحنك على عبادك، ما أكرمك، ما أسخاك، تعطي بغير حساب، وتفتح لنا الابواب، حين نقف عندها ملبين مستغفرين ولا تردنا خائبين، بل تجزل العطايا وتستكثر الهدايا، وترشدنا إلى انك قريب قريب تجيب دعوانا وتكشف بلوانا ، فأنت القريب وانت الحبيب :” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”.

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً