الرئيسية أخبار تركيا للأتراك.. فأين العرب؟؟

تركيا للأتراك.. فأين العرب؟؟

كتبه كتب في 17 يوليو 2016 - 3:37 م
مشاركة

استيقظ العالم بأسره على خبر إفشال محاولة الانقلاب اليائسة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته المنتخبة ديمقراطيا في مشهد قسم العالم إلى تيارين:

  • تيار تمنى سقوط التجربة الديمقراطية في تركيا، والتي تقودها دول وأطراف خارجية بالإضافة إلى أنظمة عربية مهترئة تتقدمها كل من: مصر وسوريا والإمارات.
  • تيار عريض وقف ضد الانقلاب وتمنى الخير والاستقرار لتركيا التي باتت تمثل لهذا التيار الأمل الوحيد في التغيير بعد فشل وإفشال عديد التجارب التي أصابت الكثيرين بالإحباط واليأس.

لكن كلا التياران يجمعان على المسلمات التالية، والتي أصبحت جلية عند الأتراك قيادة وشعبا وهي على النحو التالي:

  • لا خوف من الاستبداد والديكتاتورية والفساد وحكم العسكر في ظل مناخ ديمقراطي يختار فيه الشعب ممثليه بكل حرية وديمقراطية، يحتكم من خلاله الجميع إلى قواعد اللعبة التي يعتبر فيها الشعب والشعب فقط السيد الوحيد.
  • أصبح واضحا وجليا ومن خلال التجربة التركية أن الشعوب أصبحت تلتف حول المشاريع والانجازات، وليس الشعارات التي لا تتجاوز حناجر مردديها، فكيف يزكي الشعب التركي انقلابا على حزب رفع صمعة بلده عاليا واقتصاده إلى مصاف الكبار، فالعبرة في النهاية بالأرقام والمخرجات التي لا يمكن لأي مغرض أن ينكرها فضلا عن الموالي والصديق.
  • قوة أي نظام سياسي من قوة طبقته السياسية ومجتمعه المدني، حتى ولو اختلفت الرؤى والبرامج والخلفيات السياسية والإيديولوجية، فالانقلاب في تركيا أدانه الجميع ووقفت ضده غالبية الأطياف السياسية والمجتمعية، فالنظام السياسي في الدول المحترمة ليس الحزب الحاكم وحسب وإنما كل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ففي المحصلة هناك عقد سياسي وأخلاقي يضبط الجميع وهو بمثابة البوصلة التي يحتكم إليها الجميع في الظروف الاستثنائية فضلا عن الظروف الطبيعية.
  • يجب التفريق بين الجيوش كمؤسسات دستورية حامية للبلاد ومدافعة عن حدود الدولة وأمنها القومي وبين إطارات في هذه الجيوش تريد فرض هيمنتها على إرادة الشعب وسلبه حريته في الاختيار، فالجيوش كما في كل الدول الديمقراطية وظائفها محصورة ومحددة دستوريا وفق قاعدة: “الأمن للجيوش وإدارة الشؤون العامة للمدنيين والحكم للشعب”.
  • رغم أن الشعب التركي خرج في كل الميادين لحماية ديمقراطيته وحكامه المنتخبين، إلا أنه لم يكن العامل الوحيد والحاسم الذي أفشل الانقلاب، فهذا الأخير فشل أيضا بسبب وعي الاستخبارات الوطنية المخلصة للدستور وللمؤسسات المنتخبة، وينسحب الأمر كذلك على الشرطة وقيادة الأركان وكبار الضباط الذين رفضوا للوهلة الأولى هذا الاعتداء السافر لأنها ببساطة موالية للدولة وأركانها وليس بالضرورة لشخص “أردوغان” وحزبه.

أسئلة للعرب:

مهما تعاطفنا كعرب مع تركيا وشعبها، لكن يبق السؤال الذي يهمنا: ما هي الدروس المستفادة كعرب من خلال هذه التجارب والأحداث الماثلة أمامنا؟ وعليه:

  • هل سنبق معجبين بتجارب الآخرين نصفق لهم ونهلل لانجازاتهم بينما تعيش دولنا الفشل بكل أشكاله وضروبه المختلفة (سياسيا. ثقافيا. اقتصاديا. علميا. اجتماعيا)؟
  • إلى متى نتباهى باقتصاديات الآخرين واكتفاءاتهم الذاتية والقومية في الزراعة والصناعة والسياحة والتكنولوجيا، بينما ننعم نحن بخيرات كبيرة في البر والبحر تقابلها نسب ومعدلات مرعبة في الفقر والعوز والحاجة والتخلف والفوضى في كل القطاعات؟

على العرب (سياسيين وأكاديميين ونخبة وحتى جيوش واستخبارات أن يعوا الدرس جيدا، وذلك من خلال التجارب التي أمامنا، ووجب أن يدرك حكامنا أنه لا سبيل لحماية الأوطان والنهوض بالمجتمعات إلا بتفعيل الثنائيات التالية:

  • الديمقراطية حل وليست تهديدا.
  • الشعوب إلهام وليست خطرا.
  • الجيوش دروع وليست تسلطا.
  • الإعلام رديف للتنمية وليس خصما.
  • الاختلافات تنوع وليست ضررا.
  • قبول الأخر ثقافة وليس تصنع.
  • التغيير إنجاز وليس شعارات.
  • المواطنة احتضان وليست إقصاء.
  • الدين دعامة وليس استغلال.
  • الجغرافيا رصيد وليست جهوية.
  • التاريخ ملهم وليس محطة للمكوث.

ما لم ندرك كعرب (شعوبا وحكاما) هذه الثنائيات المهمة والبدء في تفعيلها على الأرض سنبق في ذيل الأمم وفي مؤخرة الحضارات.

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً