الرئيسية أخبار انطلاق فعاليات الجامعة الصيفية الثالثة عشر للحركة

انطلاق فعاليات الجامعة الصيفية الثالثة عشر للحركة

كتبه كتب في 24 أغسطس 2015 - 9:30 م
مشاركة

حمادي الجبالي ضيف شرف لهذه الطبعة

انطلاق فعاليات الجامعة الصيفية الثالثة عشر للحركة

انطلقت اليوم ببلدية برج الكيفان بالجزائر العاصمة أشغال الجامعة الصيفية الثالثة عشر للحركة  ،و التي اختير لها هذه السنة موضوع”التجديد في الفكر السياسي”،بحضور أزيد من 500 مشارك من مناضلي وإطارات الحركة و العديد من الشخصيات الوطنية وممثلي ورؤساء الأحزاب السياسية ورئيسا الحكومة السابقين سيد احمد غزالي وأحمد بن بيتور ،إضافة الى ممثلي بعض السفارات المعتمدة في الجزائر وعدد من الأساتذة والمفكرين من خارج الوطن، يتقدمهم الدكتور حمادي الجبالي من تونس،الدكتور مصطفى محمد مصطفى من مصر،الدكتور حمزة منصور من الأردن ،الأستاذان خالد البوقرعي ومحمد الحمداوي من المغرب، والأستاذ أحمد خليل من ماليزيا.

ويتضمن برنامج الجامعة التي ستستمر فعالياتها على مدار ثلاثة أيام  تنشيط عدة محاضرات تتناول موضوعات حول الحركة وتحدي التجديد، التحولات الراهنة وأثرها على مستقبل الحركة الإسلامية، دواعي ومبررات التجديد في الممارسة السياسية، الخطاب السياسي والإعلامي والاقتصادي في الجزائر، ندوة مشتركة حول المنظومة التربوية وقضايا الهوية، كما سيتم تنظيم دورات تدريبية و ورشات عمل تخصصية (رؤساء المكاتب الولائية والبلدية، المربون، المنتخبون، ، الشباب، وسيشرف على تأطير هذه الندوات  والورشات فاعلون سياسيون وباحثون من داخل وخارج الوطن.

وأرجع رئيس الحركة الدكتور عبد الرزاق مقري في كلمته الافتتاحية اختيار عنوان “التجديد في الفكر السياسي” لموضوع الطبعة الثالثة عشر للجامعة الصيفية إلى انسجامه مع شعار المؤتمر الخامس “حركة تتجدد ووطن ينهض” وإلى تماشيه مع متطلبات المرحلة التي يمر بها الوطن والأمة العربية والإسلامية من تغيّر يكاد يكون جذريا في مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأضاف رئيس الحركة  أن تنظيم  هذه الجامعة جاء استجابة لحاجة رفع مستوى الأداء والتأطير الأفضل الذي تتطلبه مشاريع الحركة وفاعليتها السياسية، واستجابة لحاجة تأهيل الحركة من أجل المساهمة في نهضة الوطن وخدمة المسلمين والناس أجمعين، ومرجعا في نفس الوقت سبب عدم تنظيم الجامعات الصيفية للحركة منذ سنة 2011 إلى “توقف السلطات الرسمية عن تقديم التسهيلات التي كانت تمنحها للأحزاب بتمكينها مجانا من الهياكل والأحياء الجامعية باعتبارها حسبه القادرة على استيعاب الاعداد الهائلة للمشاركين في مثل هذه النشاطات.

كما  تطرق رئيس الحركة في كلمته إلى تاريخ الحركة الإسلامية منوها بدورها في إعادة الأمة الإسلامية إلى دينها وذاتها وحضارتها، ضاربا المثل بما يظهر من حصانة ووعي في الشعب الجزائري بخصوص قضية الخمور مع وزير التجارة السابق وقضية اللغة العامية بدل العربية الفصحى مع وزيرة التربية الحالية “بعيدا عن الحركات الإسلامية وبمساهمة محدودة مها”.وأضاف رئيس الحركة “إنه مع شعورنا بالفخر لما أنجزه مَن سبقنا وما أنجزناه نحن بأنفسنا عبر عقود خلت ومع إدراكنا بضرورة التجديد، فإنه لن يخيفنا ما تعيشه الأمة وما تعيشه الحركة الإسلامية مِن مِحن ولن تحبطُنا إخفاقاتنا”.

و بخصوص تصريح المسؤولين الجزائريين ومنهم الوزير الأول ،ومدير ديوان رئاسة الجمهورية حول العودة لسيناريو 1986 قال رئيس الحركة  بأنه يا ليت الأمر يكون كذلك ، إذ لم يكن الميزان التجاري وميزان المدفوعات، وسرعة انحدار سعر صرف الدينار وحجم الواردات بالسوء الذي تتجه إليه الأوضاع اليوم، معتبرا  خطورة الوضع هذه المرة لا تتعلق بتراجع سعر البترول في الأسواق الدولية فقط كما كان الحال في منتصف الثمانينيات، وأن المشاكل بنيوية وآثارها أخطر هذه المرة، تتعلق بتراجع الاحتياطي تحت الأرض وتراجع الإنتاج وتراجع الصادرات، وارتفاع الواردات، ويضاف إلى ذلك العمالة للخارج والحرص على خدمة المصالح الأجنبية من أجل اشتراء تأييدهم للبقاء في السلطة، خصوصا بعد العهدة الرابعة المفروضة يضيف رئيس الحركة.

وأضاف رئيس الحركة أن النظام قرر إفقار الشعب الجزائري بسياسة تخفيض العملة، بحجة خفض الواردات خلافا لما تقوم به الدول المنتجة التي تلجأ أحيانا لتخفيض العملة بغرض تشجيع تصدير منتجاتها للأسواق العالمية،  مشيرا إلى أن النظام السياسي سيربح جزءا من الوقت بهذا الإجراء دون فائدة يجنيها الاقتصاد الوطني، وسيعمد على هذا الأساس لاستخراج الأوراق النقدية دون مقابل للذهب ولا للإنتاج، تضخيما لمقابل مداخيل البترول والغاز التي تتهاوى يوما بعد يوم، وسيؤدي ذلك إلى تضخم برقمين يُثقل كاهل الجزائريين حتى تصبح حزمةٌ من الأوراق المالية لا تعبئ قفة من المواد الغذائية، ثم ستضطر بعدها السلطات إلى المديونية وبالتالي سيكون البلد  تحت وصاية صندوق النقد الدولي الذي لن يسمح حسبه بدعم الأسعار ومجانية التعليم والصحة والسكن الاجتماعي وغير ذلك من السياسات الاجتماعية التي سكن بها النظام الجزائري غضب كثير من المواطنين. وسيؤدي ذلك إلى توترات اجتماعية خطيرة ستحاول السلطة استيعابها بتوريط المعارضة معها، ثم ستلجأ للقمع والتضييق والخشونة وخلق أزمات أضخم وأكبر لكي يسكت الناس عن أزماتهم المعيشية ثم تدخل الجزائر في دوامة كبيرة لا تحمد عقباها لا قدر الله.

و في ختام كلمته قال رئيس الحركة “إنه مهما عبث العابثون بهذا البلد، ومهما فوت الفاسدون الفرص تلو الفرص، لن تسقط الجزائر، ولن تنكسر ولن تندحر، بل سيصنع الله لها المخارج من المخاطر وسيرسم لها المسالك للنمو والتطور، بأمثالكم أيها الإخوة والأخوات، ومن على شاكلتكم في كل الأحزاب والمؤسسات، بدماء الشهداء، بعهد نوفمبر ورجال نوفمبر وآثار نوفمبر، وبتضحيات الدعاة والمصلحين من بقي منهم حيا ومن مات منهم.”

ثم أتيحت الفرصة بعد ذلك للضيوف الذين كان أولهم الاستاذ محمد خليل عبد الهادي ممثل الحزب الاسلامي الماليزي والتي أشار فيها إلى معاناة شعب روهينيا والابادة الجماعية التي يتعرض لها مؤكدا على ضرورة استيقاظ الأمة  بالعلم والوعي الصحيح ، وتمسكها بالمنهج الوسطي اقتداء بسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وبدوره أكد القيادي في حزب الحرية والعدالة أن القضية المصرية ليست قضية الاخوان المسلمين فقط وليس كما يصورها البعض قضية صراع على السلطة، وإنما هي قضية صراع بين الهوى والهوية،و هي معركة على الديمقراطية، مناشدا كل الاحرار في العالم أن يتبنوا قضية مصر التي هي  بحاجة الى من يحميها ليس دفاعا عن مصر وإما دفاعا عن الديمقراطية في العالم.

من جهته تحدث القيادي في حركة النهضة الدكتور حمادي الجبالي عن العنوان الذي اختارته الحركة لجامعتها ،ومؤكدا حاجة الأحزاب الاسلامية إلى ثورة تجديدية ليس في الفكر السياسي فقط وانما أيضا في الفكر الاقتصادي والاجتماعي وعلى كل المستويات .

وبدوره أكد الاستاذ محمد الحمداوي رئيس مجلس الشورى لحركة التوحيد والاصلاح المغربية في كلمته على أن التجديد أمر ضروري ولابد منه لأننا نعيش نهاية مرحلة كانت لها ظروفها ومتطلباتها، ونحن الان أمام مرحلة أخرى لها متطلباتها وتحدياتها المختلفة وهذا التجديد لا يكون إلا بالإبداع في الأفكار وطرح أسئلة جديدة وأجوبة مناسبة لها .

وقال سيد أحمد غزالي رئيس الحكومة الأسبق في كلمته أن خدمة الوطن لها وسائل متعددة سواء بالنضال الحزبي  سلطة أو معارضة وهذا أمر لا بد منه في ظل ما تعانيه البلاد من اوضاع خطيرة .

و تفضل رئيس جبهة العمل الإسلامي بالأردن الشيخ أحمد منصور بكلمته التي أشار فيها إلى أن الفساد والاستبداد انتشر في عالمنا العربي وأن الأمل الذي انبثق عن الربيع العربي سرعان ما تصدت له قوى الفساد والاستبداد مبددة له ،حيث شدد على ضرروه اجتهاد الحركات الاسلامية في تحقيق الشورى والديمقراطية في مؤسساتها وتحقيق الاصلاح في مجتمعها الضيق وضرورة التنسيق مع الأخوة العاملين في المشروع الاسلامي في الاقطار المختلفة مع الاهتمام بالقضايا العادلة وعلى راسها قضية فلسطين .

لتتواصل بعدها اشغال اليوم الأول من الجامعة بمحاضرة لرئيس الحركة حول “الحركة وتحدي التجديد”،ومحاضرة بعنوان “التحولات الراهنة وأثرها على مستقبل الحركات الإسلامية “من تأطير الدكتور حمادي الجبالي، ومحاضرة أخيرة بعنوان” دواعي ومبررات التجديد في الفكر السياسي” من تأطير الأستاذ محمد الحمداوي.

 

تعليق

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً